حملت خُطَب وشعارات تظاهرات أمس الجمعة شعار «لا تخادع» في رفض مقررات اللجنة الوزارية التي ترأسها نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني، في وقت جددت المرجعية الدينية في النجف الأشرف من خلال خطبة الجمعة موقفها المؤيد لحلول إيجابية لمطالب المتظاهرين المنسجمة مع روح الدستور والقانون. وكانت بغداد ومحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى شهدت أمس تظاهرات طالبت برحيل رئيس الوزراء نوري المالكي، واتهموه بعدم تحقيق مطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين خصوصا النساء وتهميش السنّة في البلاد. وحمل إمام وخطيب ساحة الاعتصام في الفلوجة، إيران المسؤولية عن كل قطرة دم تسقط في العراق، في حين دعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة إلى الاهتمام بما يجري في العراق، وطالب المرجعيات الدينية بتسجيل «صفحة بيضاء لهم» في ساحة العز والكرامة والمجيء إليها. وقال إمام الصلاة الموحدة في جمعة «لا تخادع» بالفلوجة « إن التسويف والمماطلة من قبل حكومة المالكي في تلبية مطالب المتظاهرين ستجعلهم أكثر إصرارا على الاعتصام والتمسك بمطالبهم». وأوضح في خطبته « أن اعتصام أهل الأنبار دخل يومه ال27 لكننا حتى الآن لم نلمس من حكومة المالكي أي تنفيذ لمطالب المعتصمين، بل لم نشاهد من الحكومة إلا التسويف والمماطلة، وهذا ما يزيد المعتصمين إصرارا على مطالبهم المشروعة «. وأشار الخطيب إلى «أن عددا من الكتل والأحزاب السياسية تحاول تشويه اعتصام الأنبار واعتصامات بقية المحافظات من خلال توجيه الاتهامات الباطلة للمعتصمين وترويج كلام عارٍ عن الصحة، ونحن نقول في الوقت ذاته إن الاعتصامات سلمية ووحدوية. وفي هذا الإطار، دعا أئمة جوامع بغداد الحكومة إلى «عدم الخداع والمماطلة في تلبية مطالب المتظاهرين»، وأكدوا في بيان بعد صلاة الجمعة في جامع الإمام الأعظم في الأعظمية أن التظاهر السلمي حق مشروع للشعب «من الظلم الجائر والطائفية في ميادين الحكومة وخاصة على أهل السُنة والجماعة». وطالب البيان ب «إلغاء قيادات العمليات في كل محافظات العراق لأنها غير دستورية، وإخراج الجيش من المدن فورا ومنع عسكرة المجتمع والكف عن تعذيب السجناء واغتصاب السجينات، ومعاقبة المغتصبين أشد العقاب وخاصة الذين قاموا باغتصاب بنت قاصر في الموصل وكذلك منتسبي الأجهزة الأمنية الذين اغتصبوا طفلة في البصرة». ودعا البيان» المراجع الشيعية « إلى الوقوف مع مطالب المتظاهرين بإطلاق سراح الموقوفين ورفع الحجز عن الممتلكات الموقوفة، وإعادة قانون الخدمة الإلزامية، والتوازن في الأجهزة الأمنية والعسكرية وفي جميع مؤسسات الدولة، وعدم المساس بالرموز الدينية والسياسية والعلماء. وفي هذا السياق، دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، السياسيين إلى التأكيد على وحدة العراق والابتعاد عن الأراء والافكار التي تهدف إلى تقسيمه، وقال أحمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي تعبر عن موقف المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني في النجف الأشرف «إن الوضع السياسي يحتاج للتأكيد على وحدة العراق والبلد والابتعاد عن أجواء فكرة تقسيم البلد التي تدور حول أذهان البعض».