اعتلى مريض السرطان اليتيم أنور العازمي ذو الحادية عشرة، منصة حفل جائزة الأميرة عادلة بنت عبدالله العلمية والإنسانية مساء أمس الأول، وتسلم مع والدته جائزة «الإرادة والتحدي». «الشرق» التقت بأم أنور المصابة بسرطان الثدي، التي حمدت الله على كل شيء، موضحة أن معاناتها بدأت قبل قدوم أنور للحياة، حيث أصيب أحد أبنائها بالسرطان وتوفي بسببه، لتصاب بعدها بسرطان الثدي، ثم يتوفى زوجها بالمرض نفسه، ثم يشاء الله أن يصاب ابناها عبدالرحمن وأنور. حيث تعيش العائلة في القريات، وتتلقى العلاج أسبوعياً في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة، حيث يتم توفير تذاكر الطيران والسكن مجاناً، إلا أن العائلة أكدت حاجتها الماسة إلى شقة في مدينة جدة، نظراً لترددهم المستمر على المدينة ولتسهيل إقامتهم في جدة. وعند سؤال أم أنورعن أصعب ما تواجهه، أكدت أن اللحظة التي يأخذ فيها أنور «إبر الظهر» خلال العلاج، تشكل لها معاناة كبيرة، وتكمل «أحتضن ابني أثناء قيام الطبيب بإعطائه الإبر، فيتشبث بي، ثم يصرخ ويغمى عليه من شدة الألم، ليعود ويستيقظ وهكذا، وأنا أرى ابني يتقطع ألماً أمامي، بينما لا أملك سوى الصبر والدعاء». كما شاركهما الجائزة في مجال «الإرادة والتحدي» ثامر السهلي (14) عاماً، والمصاب بورم في ساقه، ورغم رفض الأب إجراء عملية بتر للطفل قام المستشفى بإقناع أبيه وتم بتر ساقه، ومايزال يحضر للعلاج ومستمراً في تعليمه مستخدماً طرفاً صناعياً. ثامر تعاون مع المستشفى في إقناع طفل آخر لإجراء عملية البتر، حيث جلس مع الطفل حتى اقتنع ووافق على إجراء العملية. وأكد رئيس مجلس الجائزة، الأميرة عادلة بنت عبدالله أن تأسيس الجائزة يأتي بالتوافق مع أهداف جمعية «سند» الخيرية في دعم الأطفال المصابين بالسرطان، وأن الجائزة تمنح تقديراً لإرادة طفل يقاوم السرطان ويتحدى بجرأة لافتة معاناة مرضه، وتشجيعاً لأسرة انتهجت الصبر والمثابرة على متابعة علاج طفلها في ظل ظروفها الصعبة.