وزارة الصحة منذ غادرها الراحل غازي القصيبي وهي في حالة انهيار تدريجي، ولعلها هذه الأيام بلغت أسوأ مراحلها برعاية جراحها الماهر الذي قذف به حظه السيئ لإدارة وزارة هتك المرض خلايا جسدها، فلم يعد يحتمل عملياته الجراحية. وحادثة نقل الدم الملوث لفتاة جازان جاءت كشهقة الاحتضار، لاينفع معها علاج، ولو كان الكي، ولو كنت الوزير لاستقلت، وأخاله فكر بذلك، ولكن عقدة البداية تخيفه، فهو لايعرف وزيراً سبقه للاستقالة، وبالتالي فهو يعذر بجهل طريقها. ولكن هل بقاؤه سيحل شيئاً من الأمر؟ لا أعتقد؛ فوزارة الصحة وفروعها ومستشفياتها بحاجة إلى إعادة إعمار وليس إلى ترميم، فلن تنجح ميزانياتها أم المليارات في ترميم الجسد المتوفى، بل تحتاج لأنظمة جديدة، وقيادات جديدة، وترحيل لقياداتها التنفيذية المتكلسة، وجلب جيل شاب، وخبرات من الدول المتقدمة، وليس الدول «الأرخص»، وتطبيق نظام التأمين، وتطوير قدرات المستشفيات الاستيعابية، والحزم الحزم تجاه أي خطأ ولو كان بسيطاً؛ فالوزارة تعنى بصحة الشعب، وليس الترفيه عنه!