النفس بطبعها أميل إلى الترغيب منها إلى الزجر والترهيب، خصوصاً في ظل الضغط النفسي الذي يعايشه إنسان هذا العصر. قبل أن أُسطِّر سطوراً هنا، حاربني كثير، وواجهت حرباً نفسية شعواء وعبارات من نوع..(( يا ولدي انتبه))، «يا بني مالك ومال المشاكل»، «ابعد عن الشر و غنّيلوا» وما إلى ذلك. وكأنّي سأكتب في أخبار « النووي «وعن مؤامرات خارجية أو حتى سأنتقد وزير المالية شخصياً! في اعتقادي سبب نشوء هذه الثقافة الاعتماد على الشائعات دون التثبّت من مصدر موثوق، يُعزّز هذا الأمر مفاهيم أخرى تؤكّد بأنّ ترك التصدي لمناقشة الأمور من أقوى شواهد الفطنة، ويغيب عنهم أنهم بذا يخدعون مجتمعهم الذي يعيشون فيه وقبل ذلك يخادعون أنفسهم. لكنك في المجالس تُصدم بكلام النّاهين، إلا أنه وفي حين يوضع الواحد منهم في الصورة (يتلخبط)! على جدران جامعتي.. نُشِرَت عبارتان: الأولى: «قبل أن تُشعِل الثّقاب.. فكِّر في العقاب» في تحذيرٍ شديدِ اللّهجة من عواقب وخيمة، ومُحاربة صارمة للتدخين. وفي لوحة أصغر منها منزوية عبارةٌ أخرى ألطف وأجمل وأجلّ وأرقّ: «وطنُك ينتظرُك باحثاً مُتخصِّصاً لا ناشِراً للسُّموم»..! فأيّهما سيتعمّق فيها المدخّن؟!