يستعد المزارعون الأحسائيون لموسم تلقيح النخيل القريب، الذي يشمل خطوات عدة أولها مرحلة تنظيف النخيل من الأشواك، وبقايا الموسم الماضي (مخلفات العذوق)، استعداداً للتلقيح، وعادة ما تستغرق هذه العملية من أسبوعين إلى شهر، ويواجه ملاك المزارع في هذه الأيام أزمة عدم توفر الأيدي العاملة في الزراعة، حيث أكد عدد من الملاك عزوف الشباب السعودي في الأحساء عن الزراعة، مع قلة الراغبين من العمالة الوافدة في العمل بالزراعة، بالإضافة إلى مشكلات الاستقدام التي زادت الأمر تعقيداً. وذكر أحد ملاك المزارع، محمد الثاقب، أنه لايوجد من الشباب من يستهويه العمل الزراعي، كما لاتوجد عمالة وافدة متخصصة في العمل الزراعي، ولهذا يضطر المزارع إلى إحضار عمالة وافدة غير متخصصة، ويقوم بتعليم العمال قبل تسليمهم العمل، وهم مع هذا لايؤدون العمل كما ينبغي. ويضيف أحمد العلي إن العمالة الوافدة لاتقبل على العمل الزراعي، كونه موسمياً، وغير مجزٍ إلا في المواسم، ففي موسم التلقيح والتجهيز له يرتفع سعر نزع أشواك النخلة الواحدة وتجهيزها من أربعة إلى عشرة ريالات، ولايقل عدد النخيل في أصغر مزرعة بالأحساء عن خمسين أو مئة نخلة، أي أن ربح العامل في المزرعة الصغيرة لايتجاوز الألف ريال، بينما قد يصل في المزارع الكبيرة إلى ألفين وثلاثة آلاف، ولكن في المقابل يكون المجهود كبيراً ومضاعفاً. ويشير عبدالمحسن الحسن إلى أن مشكلات الاستقدام التي لم تحل حتى الآن بشكل نهائي زادت الأزمة، فلم يعد من السهل استقدام مزارع كما في السابق، ولفت إلى أن مهنة الزراعة تحتاج لكثير من العناية والاهتمام لجذب الشباب للعمل فيها، خاصة أن الأحساء منطقة زراعية، فنسبة الأراضي الزراعية تشكل 70% من مساحتها.