بدأ المُزارعون في محافظتي رنية والخرمة عملية تلقيح أشجار النخيل للموسم الحالي، وذلك في ظل ما تشهده المنتجات الزراعية من ضعف في المحصول، وقلة في الإنتاج بعد الجفاف والعطش الذي شكّل أهم أبرز أسباب تعثر الزراعة وضعف إنتاجها في المحافظات. وقال عبد الله محمد «أهم المهتمين بزراعة النخيل» إن ما يتسابق له المزارعون هذه الفترة لعمليات التلقيح قد تسفر عنه أخطاءً فادحة قد تكلفهم كثيراً وتحرمهم من إنتاجه السنوي، موضحاً أن عملية التلقيح تحتاج إلى أيد متمرسة على العمل وتُجيد فن التلقيح بعناية، مؤكداً أن مُعظم الأخطاء والمشكلات التي تحرم النخيل من التلقيح تكمن في كونها تحمل أمراضاً تمنع الاستجابة لحمل اللقاح، كما أن زيادة جرعة اللقاح أو قلتها تضرها ولا تعود عليها بالنفع، مشيراً إلى أن بعض المُزارعين يقوم بحسب قناء النخلة دون احترافية ما قد يتسبب في تعرضها للكسر أو افتقادها للقاح. وشرح المزارع محمد السبيعي طريقة تلقيح النخيل التي يتبعها المُزارعون، حيث قال «يبدأ المُزارع المتمكّن بوضع كميات لقاح الفحل بداخل عذق النخلة وتوزع ما بين رؤوس للأعلى وأخرى للأسفل. ويحرص المُزارع على تخفيف العذوق الموجودة بداخل النخلة ومساواة حجمها، بحيث لا يكون كبيراً، حتى يضمن وصول اللقاح في فُروع عُذوق النخلة، ومن ثُم يقوم بربط جنبات النخلة بالخوص كرباطٍ يحميها من عدم ضياع مفعول اللقاح، ثم يبدأ بإيصال المياة لها ولكن بعناية وباقتصاد خلال موسم اللقاح». ولفت سعيد السبيعي إلى أهمية تنظيف النخيل خلال موسم اللقاح باعتباره من أهم أسباب نجاح مفعول موسم لقاح النخيل قائلا «نظافة النخيل تبدأ بالحرص على إبعاد الجانب الشوكي عنها وكذلك بتقليم سعف النخلة»، مُشيراً إلى بعض النخيل تكون طويلة جداً ولا يتوفّر بها رؤوس السعف التي هي تحتاج التقليم أو التنظيف، حتى يعقب قص ما يُسمى بالكافور ومن ثم ربط العذق ووضعه بالأعلى. مؤكداً أن بعد النظافة والانتهاء من عملية اللقاح يتعرّف المُزارع المتمكن على نتيجة تقبّلها واستجابتها للقاح بعد ما يُقارب 15 يوماً من خلال محاولة النخلة التخلّص من حزام ربط الخوص حتى يتأكد أنها ممن قِبل اللقاح في حينه. أما في حالة مرور ما يُقارب ثلاثة أشهر تقريباً دون أن تتضح تلك المعالم على النخلة فإن هذا يعني أنها لم تستجب للقاح ما يعني ضياح فرصة استجابتها للحمل.