لا أعلم ما الحكم الشرعي في أن يأخذ الداعية المشهور مبلغاً من المال مقابل أن يسعى لدى عائلة للعفو عن قاتل ابنها، وكذلك ما يتلقاه شيخ العشيرة مقابل ذلك، ولكني أعلم أنه « لا مصلٍ إلا طالب مغفرة «، وهو الشائع ، وليس الكل اتقاءً للتعميم . هذه الأجور التي يتقاضاها الداعية والشيخ ، وغالباً تكون أعداد الساعين كبيرة ؛ أجزم بأنها بقدر ما تسهم في تحمس الداعية والشيخ للسعي في الأمر ، وبالتالي الحصول على العفو ؛ إلا أنها في المقابل تسهم في رفع أسعار عتق الرقاب، وتدفع لتثقل كاهل عائلة طالب العفو بمبالغ تتجاوز المعقول ، وتتحول مع الزمن إلى تجارة . قد يقول أحدهم إن الأمر سعي للخير، لا شك هو كذلك، وقد يقول إن لولي الدم أن يعفو ويشترط ، وهو كذلك ، ولكن حكم الله ورسوله في الأمر واضح ، ومحدد ، فالقاتل يقتل، وإن عفا ولي الدم فالدية المقررة شرعاً معلومة ؛ فلم ندفع بالشيم نحو الاستثمار ؟