على طريقة سباق التتابع، سأبدأ من حيث وصل الآخر، والآخر هنا هو الدكتور موافق الرويلي عضو مجلس الشورى والعدو الأول للشهادات الوهمية. الدكتور الرويلي وجد من يدعمه في حملته، وأول أولئك الداعمين وأسبقهم صحيفة «الشرق» التي نشرت في منتصف العام الماضي قضية عن «الشهادات الوهمية» على صفحتين أعدهما زميلنا النابه محمد الغامدي مساعد رئيس التحرير في الرياض، وكان لها دويّ، تبعتها مقالات وتعليقات، وقام بعضهم بإنشاء مواقع على «الإنترنت» تحمل أسماء وصور «دكاترة الوهم والتزوير» من الجنسين في المملكة والخليج والوطن العربي، وأكثرهم –مع الأسف– من المملكة، وكلكم -أيها القراء الكرام- لابد أنكم اطلعتم أو سمعتم عن هذه الشهادات الوهمية المزوّرة التي أصبح الحصول عليها أسهل من شراء سيارة «قرنبع» من أحد محلات «التشليح». ومع كل هذا الأسف والألم والحرب التي يقودها الدكتور الرويلي، ومعه فريق ضخم من الداعمين، ضد الشهادات الوهمية ومزوّريها، أقول على الرغم من ذلك فإن خريجي مدرسة التزوير هذه مازالوا يتكاثرون، بل وبعضهم مازال يتباهى، بل ويغضب لو ناديته باسمه مجرداً من لقب «دكتور – المزوّر»، ومع هذا أودّ أن يطمئن الدكتور الرويلي ومناصروه أن هؤلاء مهما تكاثروا، خطرهم يظل محدوداً، لأنهم –على الأقل– لا فرصة أمامهم للعمل بهذه الشهادات المزوّرة، ولا سبيل لهم إلى مدرجات قاعات المحاضرات في الجامعات، ولم يبقَ لهم سوى الوجاهة الاجتماعية، فليشبعوا بها، لا مشكلة، الكارثة الكبرى –يا دكتور موافق– تكمن في المزوّرين المحترفين الذين لا أنت ولا وزارة التعليم العالي تستطيع ضبطهم. وحتى لا يبقى الكلام عائماً سأروي لكم غداً الخميس وبعد غد الجمعة ما هو أعظم وأخطر مما يعاديه الرويلي وداعموه ونحن، نعم أعظم وأخطر لأنه «تزوير» يتم وفق النظام، نظام الجامعات، ونظام وزارة التعليم العالي، وكل الأنظمة الأخرى، ولكن كيف؟ كيف تحصل على الماجستير والدكتوراة – نظاماً، أكرر نظاماً- وأنت نائم في بيتك، أو «تتصرمح» بين المطارات والملاهي والمتنزهات؟! لن أقدم وصفاً ل«كيف؟» هذه، لكنني سأروي لكم تجربتين عشتهما –شخصياً- وفشلتا، ولو أن إحداهما نجحت لكنت دكتوراً -أدّ الدنيا-، ولربما كنت واحداً ممن يناصرون «د. موافق الرويلي» في حملته على الوهم والوهميين، أو على الأقل «أخرق عينه» لأنه لا مدخل له للطعن في شهادتي، أمّا لو نجحت كلتا التجربتين لكنت الآن «الدكاترة قينان الغامدي»، ولأصبحت الثاني في تاريخ العرب «لقباً « بعد «الدكاترة زكي مبارك» رحمه الله. غداً الخميس، وبعد غد الجمعة، سأروي لكم التجربتين بالتفصيل، وخلاصتهما أو هدفهما هو أنني أتحدى «علناً» الدكتور العزيز «موافق الرويلي» وجيشه من المحاربين ضد الشهادات المزوّرة أو إدارة معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي أن يكتشفوا من خاضوا إحدى التجربتين اللتين خضتهما، ونجحوا، وهم الآن أساتذة وأستاذات في الجامعات لا يكشف –ولا يستطيع أن يكشف– أحد سرّهم، سوى ذلك الإحساس الذي يسري في نفوس وقلوب طلابهم وطالباتهم –وقلب المؤمن دليله-، وهم يتساءلون أمام بضاعة –دكتورهم أو دكتورتهم– المهترئة، من أين، أو كيف تخرّج الدكتور وكيف تخرّجت «الدكتورة»؟ بل هل قرأ في حياته كتاباً في تخصصه البديع؟ بل هل قرأ رسالته الهائلة التي بموجبها حصل على «الدكتوراة»؟ غداً نبدأ السرد.