أشعل شباب مجموعات الألتراس من أنصار النادي الأهلي ثورة غضب في القاهرة، أمس، بتحركات مفاجئة ومباغتة في عدة مرافق حيوية، بدأت بمقر البورصة وإيقاف محدود لسير مترو الأنفاق وانتهاءً بقطع كوبري أكتوبر الرئيس، وذلك قبل 3 أيام من حكم حاسم بشأن قضية مذبحة بورسعيد. وكان لافتاً في تلك الأحداث الغياب التام للعنف والشرطة، التي اكتفت بدور المشاهد، ربما تحسباً لمواجهة غير مضمونة العواقب. وكان الألتراس أعلنوا مساء الثلاثاء على صفحتهم الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك رفضهم التام لتأجيل الحكم على مَن ثبت تورطهم من المتهمين في قضية بورسعيد، بعد تقديم النائب العام مذكرة لقاضي القضية. وتوعد الألتراس بقولهم «وغداً أول أيام الغضب»، وتنتشر في معظم شوارع مصر حالياً شعارات «القصاص أو الفوضي» الخاص بالألتراس. وبدأ مئات الشباب من الألتراس، أمس، بمحاصرة لمقر البورصة المصرية بوسط القاهرة لنحو ساعة، وقال مسؤول بالبورصة المصرية ل «الشرق»: «إن التداول لم يتاثر في البورصة»، وتبع ذلك قطعهم لخط المترو في محطة سعد زغلول وسيرهم على الأقدام تحت الأرض لمحطة التحرير، وأشعل الشباب الغاضبون «شماريخهم» وغنوا أهازيج القصاص. بعدها بساعات قطع الألتراس كوبري أكتوبر، أهم جسر للسيارات في قلب القاهرة، مشعلين إطارات وسطه. وتعد تحركات الألتراس أمس رسالة من الشباب الغاضب للسلطة تتضمن قدرتهم على رد الفعل الغاضب إذا ما جاءت أحكام قضية بورسعيد بعيدة عن القصاص الذي يطالبون به. ويحين موعد الحكم في قضية قتل متظاهري الألتراس يوم السبت القادم 26 يناير، ومع أحكام سابقة بالبراءة لضباط الشرطة في مختلف قضايا قتل المتظاهرين، يخشى مراقبون أن يتحوَّل يوم الحكم إلى أحداث شغب مروِّعة ما لم يكن الحكم مرضياً لشباب الألتراس، الذين لا يطلبون سوى القصاص العادل، وفي نظرهم ما هو إلا أحكام بالإعدام. وخلال عامين من الثورة حصل معظم ضباط وأفراد الشرطة المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين علي أحكام بالبراءة. لكن الفارق الحقيقي بين قضية شهداء الأهلي وكل قضايا قتل المتظاهرين هو أن الألتراس طرف قادر بشكل عنيف وفوضوي على الأرض أن يأخذ قصاصه بيده، وهو ما بدا أمس أنه قادر على تنفيذه.