تشهد محافظة القنفذة هذه الأيام، وبالتزامن مع بداية إجازة ما بين الفصلين، حركة سياحية تجارية اقتصادية كبيرة جداً، فأينما اتجهتَ في القنفذة تجد ازدحاماً يحاصرك من كل جانب، سواء كان ذلك في الأسواق، أو المطاعم، أو الشواطئ، وفي كل أرجاء المحافظة. لكن هذا الازدحام يقابله ارتفاع كبير في أسعار السكن في المحافظة خلال هذه الأيام، حيث تجاوز الارتفاع في أسعار الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات حاجز 100%، وهو أمر أزعج كثيراً من زوار القنفذة، بل تسبب في عودة كثير ممن اعتزموا قضاء الإجازة إلى التفكير في الذهاب إلى مكان آخر. «الشرق» التقت مواطنين أثناء جولتها، فعبّروا عن استيائهم مما أسموه استغلال قِصر الإجازة، ورغبة المواطن في الاستمتاع بها. ويقول المواطن عبدالله الغامدي، القادم من منطقة الباحة: حضرت بمعية أسرتي، وأعلم كل العلم أنه سيكون هناك ارتفاع في أسعار السكن، وغيرها، لكنني صُدمت بالارتفاع الذي لم أتخيّله، ولك أن تتخيل أن شقة من غرفتين لا تستحق أن يُدفع فيها أكثر من 300 ريال يتجاوز سعر من يرغب فيها 700 ريال لليوم الواحد. وفي ظل هذا الارتفاع الكبير لأسعار الشقق والفنادق والشاليهات، فضّل كثير من الشباب قضاء وقتهم في القنفذة خلال هذه الإجازة في مخيمات قاموا بإنشائها على شواطئ البحر، في محاولة منهم للهرب من شبح ارتفاع الأسعار الذي يحاصرهم من كل جانب. يقول الشاب سالم الشهري، القادم من تهامة عسير: كانت الخطة في البداية أن نقضي الإجازة في شاليهات على البحر، لكن الخطة تحوّلت برمتها وقررنا أن نقضي الإجازة في مخيم على الشاطئ، بسبب الارتفاع المبالغ فيه في أسعار السكن، فأسعار الشاليهات تجاوزت حاجز 1500 ريال، وهو سعر مبالغ فيه جداً، وكثير من الشباب لا توجد لديهم القدرة المادية التي تخوّلهم السكن في هذه الشاليهات. وشدّد عدد كبير ممن التقتهم على ضرورة ضبط ارتفاع الأسعار في القنفذة، ومحاسبة كل من يحاول استغلال المواطنين، خصوصاً في مثل هذه المواسم. من جهة أخرى، يعلق عضو لجنة التنشيط السياحي في القنفذة، عبدالرحمن حلواني، «نعلم أن هناك ارتفاعاً في الأسعار، وهذا الأمر موجود في المناطق السياحية على مستوى المملكة، وعلى مستوى العالم المحيط بنا، وقد تمت مناقشة هذا الأمر مع عدد من الجهات ذات الاختصاص، خصوصاً فرع وزارة التجارة في المحافظة، الذي لم يمارس مهامه إلا قبل أسبوعين، ونحن ننتظر منه أن يقدم ما هو مأمول منه، لكننا لا نستطيع لومه، كون الفرع حديث التأسيس. هذا من جانب، ومن جانب آخر، وكحل جذري للمشكلة، تجب زيادة الاستثمار، فلا شيء غيره يحل المشكلة، لأن الطلب يزيد في كل موسم سياحي، والمعروض لا يزيد، ولذلك من الطبيعي أن يكون هناك ارتفاع في الأسعار».