شهدت الشقق المفروشة والفنادق والشاليهات في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية منذ منتصف الأسبوع الماضي نسبة إشغال متوسطة ارتفعت معها أجور السكن إلى ضعفي السعر السابق، حيث سجلت الشقق المفروشة ارتفاعاً من 650 ريالاً للشقة الواحدة المكونة من غرفتين وصالة الى 1500 ريال للشقق الكبيرة، أما الشاليهات فتتراوح بين 1500ريال الى 2500 ريال للشاليه الواحد مع العلم بان نسبة الإشغال هي 100 في المائة منذ أكثر من أسبوعين. وبدأ الازدحام منذ منصف الأسبوع الماضي، حيث واكبت إجازة عيد الأضحى المبارك ازدحاماً على الطلب من الزوار القادمين من خارج المنطقة الشرقية، وجاءوا لقضاء الإجازة في الخبر والدمام والظهران والإحساء والجبيل التي تشهد أجواء ربيعية خلال الأسبوع الجاري والقادم حسب ما تشير إليه المؤسسة العامة لمصلحة الأرصاد. وفي الوقت ذاته لم يتوقف بحث السياح عن شقق مفروشة بأسعار مناسبة على مدار الساعة ولكن دون جدوى, وقد حاول الكثير منهم الحجز مبكراً والدفع مقدماً من اجل الحصول على شقة، أما عن طريق الاتصال المباشر بالشقق وتحويل المبالغ المالية، أو عن طريق احد الأصحاب بالمنطقة بالقيام بالحجز. وقد شكا بعض المواطنين الذين قدموا بغرض السياحة في المنطقة خلال فترة الإجازة من استغلال ملاك الشقق السكنية المفروشة لحاجة السياح للسكن من خلال رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه تصل إلى ضعفي السعر المعقول بعيداً عن رقابة الجهاز السياحي في المنطقة، حيث طالت حمى رفع الأسعار جميع الشقق المفروشة والفنادق والشاليهات، والذين عمد أصحابها الى رفع الأسعار لاستغلال فترة إجازة عيد الأضحى لتغطية خسائرهم خلال الفترة الماضية. وقامت «الرياض» بجولة على فنادق الخبروالظهران واستطلعت آراء العاملين فيها، وقال راضي أحمد مدير المكاتب الأمامية بفندق المرديان بالخبر بأن نسبة الانشغال كانت 50%، كما أن الأسعار ثابتة لم تتغير، حيث تتراوح الأسعار من 700 الى 800 ريال للغرفة الواحدة، و1300 ريال الى 3300 للشاليه بالفندق، أما فندق النمران فقد أفاد محمد العواد بان نسبة الإشغال بلغت 60% وأسعارهم خاضعة للرقابة من وزارة التجارة. يقول مدير الاستقبال والغرف بفندق المعيبد بسام الحران بأن الإشغال لجميع الغرف منذ بداية إجازة العيد 100% والأسعار ثابتة ونسبة الزيادة محددة من وزارة التجارة وإدارة الفنادق والمعارض. كذلك أفاد سامي أبو العز مدير فندق الظهران الدولي إن نسبة الإشغال 65% والأسعار ثابتة ولم تستغل حاجة الناس في مثل هذه الأوقات لان الأسعار مراقبة من وزارة التجارة وإدارة الفنادق والمعارض وهي محددة مسبقاً. أما هوليدي إن في الخبر وشاطئ نصف القمر أسعاره غير بعيدة من الفنادق الأخرى في الخبر ونسبة الإشغال كانت 100% ونسبة الزيادة كانت من زوار المنطقة الشرقية باعتراف بسام أبو لبن مدير الحجوزات في الفندق على الشاليهات التي تتراوح أسعارها من 1700 ريال الى 2300ريال للشاليه. أما بالنسبة للأجنحة الفندقية فبعض منها ارتفع أسعاره بنسبة لا تتعدى 10% ونسبة الإشغال 100% هذا ما صرح به محمد عبدالرؤوف مسؤول العلاقات بأجنحة شرفة الخليج الفندقية، أما فندق القصيبي فنسبة الإشغال 50%، ويضيف علي احمد مدير المكاتب الأمامية في فندق وأجنحة رامادا بالخبر بأن الفندق مشغول بنسبة 90% واقل من كل عام ، وارجع السبب إلى أن مناسبة عيد الأضحى دائماً تنخفض الحجوزات. كذلك بالنسبة لأجنحة مدهال وميلان الفندقية بالخبر مشغولة 100% وأسعارها تخضع للمراقبة الدائمة من ادارة الفنادق التابع لوزارة التجارة والصناعة ، وقال باسم ابو السعود لا احد يستطيع التلاعب بالأسعار لانها لابد ان تعلق في اماكن بارزة للجميع من مرتادي الأجنحة الفندقية. أما الشقق المفروشة فقد كانت أسعارها متفاوتة حيث إن الأسعار خاضعة بالنسبة للمواسم ويتم رفعها وتخفيضها بناء على توصيات من أصحاب الشقق. من جهة أخرى فإن شاليهات المنطقة الشرقية وعلى الرغم من ارتفاع أسعارها التي تتراوح أسعار الشاليه من 750 ريالاً الى 2500 باليوم لأصغر شاليه ممكن حجزة ويرتفع بزيادة حجم الشالية الذي يتبع الطلب، إلا أن زائريها يهموا بالحجز لها قبل بدأ العطل بمدة زمنية لا تقل عن شهر، فقد أعلنت معظم شاليهات المنطقة عن غلق حجوزاتها طوال فترة الإجازة وذلك لكثرة الحجوزات ممن هم خارج سكان المنطقة، كما أن الكثير من الأسر والعائلات وجدوا أنفسهم بين الأمرين فشاليهات المنطقة امتلأت حجوزاتها والشقق المفروشة ارتفعت أسعارها والفنادق مشغولة. كما أن البعض هموا إلى حجز الاستراحات التي ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة، حيث لا يقل سعرها عن 1500 ريال لليوم الواحد والتي غالباً ما ترفع أسعارها إلى 2000 ريال. «الرياض» التقت بعض المواطنين الذين يؤكدون أن الغلاء طال كل شيء خاصة في المواسم، حيث هرب المواطنان رعد المنصور وحمد المضيان من غلاء الأسعار واتخذا خيمة لهما على شاطئ نصف القمر مقراً لقضاء أربعة أيام. وكذلك المواطن مرزوق دليم الدوسري الذي سكن مع عائلته بعيد من عيون الشباب في قسم العائلات في شاطئ نصف القمر، والذي يقول إنها فرصة جميلة لقضاء أوقات سعيدة مع أبنائه بعيداً عن الغلاء في خيمة. وشدد المواطنون على رقابة الشقق المفروشة وهي الأكثر تأثراً بالمواسم والمناسبات حيث تعتبر هذه المناسبات أيام مهمة بالنسبة لهم لتغطية خسائرهم. وقد طالب المواطنون بأن تخضع أسعار الشقق المفروشة لأسعار محددة كما هو معمول به في الفنادق والأجنحة الفندقية حتى لا يتم التلاعب واستغلال حاجة المواطنين في السكن. من جهته قال عبد الله مفرح القحطاني عضو اللجنة السياحية بغرفة الشرقية نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة, أن من أهم أسباب تدني نسبة الإشغال في المنطقة الشرقية أن موسم الحج لهذا العام كالعام السابق السوق فيه متدني وأعلى ما تصل إليه نسبة التشغيل قد تكون 60%, وتم رفع الأسعار إلى 25% خلال أيام العيد من بعض الشقق. وأفاد بأن الأسعار قبل العيد عادية, مشددا على أنه لن يكون هناك تجاوز للأسعار المقررة من فرع وزارة التجارة ، كما أن الأسعار المقررة في أغلب الشقق المفروشة أقل بكثير من التسعيرة. وهناك أسباب أخرى منها برودة الجو، نزول الأمطار السابقة على المنطقة الوسطى ويفضل الناس الخروج في رحلات برية، وعدم وجود فعاليات مصاحبة لهذا العيد في المنطقة الشرقية، كما يفضل عدد كبير من الناس قضاء عيد الأضحى مع الأهل ومشاركتهم في أضاحيهم. وأوضح مصدر مسؤول في الجهاز التنفيذي لجهاز السياحة في المنطقة الشرقية إن هناك مشروعاً للجنة التفتيش على مراكز الإيواء «الشقق المفروشة» منذ العام الماضي، وأشار المصدر إلى أن اللجنة المشكلة من الهيئة العليا للسياحة ووزارة التجارة تطبق الأنظمة بحق المخالفين من خلال وزارة التجارة التي ترفع اللجنة إليها تقاريرها. والجدير بالذكر أن الشقق المرخصة في مدن المنطقة الشرقية لا تقل عن 1500 وحدة وجميعها يخضع للتفتيش المباشر ويُنبه أصحابها إلى المخالفات والأسعار أولا بأول، وقد أعطيت الشقق المفروشة مهلة لتعديل أوضاعها من حيث وجود موظفين سعوديين ورجال امن داخل وخارج الشقق والالتزام بالأسعار، وقد انتهت المهلة المعطاة لهم في 10 شوال من العام الجاري.