عند استيقاظ الشمس تربعتْ بعد تأنقها على زَل السماء الأزرق متوسدة السحب، فبدأت يومها «بالتسبيح والتعبد والعطاء» ك (عبدٍ لله) اُعطي فوهب طوعاً وانقياداً لخالقه، فابتسمتُ لها منبهرة بجمال تفردها المتميّز بشعاع يمنح الدفء لقلوب البشر في أرض واسعة تألّقت فوقها بحب، حينها ألقت التحية عليَّ، حيث سمحت لعيني بتأملّها والنظر إليها دون أذى، فهي في مزاجٍ جيد لإعجابها بانعكاس عطائها الذهبي في مرآتها المائية، ولكنها لم تكن الوحيدة المستمتعة آنذاك، فمع روعة المنظر وسحر الجو كنت أنا وكل أحبتي قد التقينا في مكان كل معطياته كانت «رملا وبحرا وأمانا» أحببته كثيراً، وعندها ولد بداخلي شعور الانتماء لذلك المكان وهبته الحق بالتسمية كما هو الحق المعتاد لكل مولود فلم أجد له مسمّى يصف ملامح ما أحسستُ به سوى اسم (مملكتنا)، وفي أثناء جلوسي بجانب البحر أخذت أكتب على الرمال كلمات تخص ذاك المسمّى بداخلي فكتبت «حافز-ساهر-بطالة -فقر-حاجة-غلاء» متأملةً أن يُكسَرَ قانون الطبيعة فتتبخر تلك الأحرف للسماء حتى تجاور سحبها الشمس فتراها بوضوح ثم تُرسَلَ مع الريح المسؤولة بعيداً عن محبيها، ولكن الحروف بقت ملامحها شبه منحوتة في رمال ذاك المكان الذي أحببت إلى أن أتت الرياح بسحب حالت بين مدى رؤيتي والشمس ثم أتت بموج ابتلع تلك الحروف وأغرق معناها، فلم تتبخر أمامي سوى الملايين من قطرات بحر شابه أثناء غروب الشمس لون (الذهب الأسود) مكوناً سحابةً ممطرةً تريليونية القطرات، سُعد الجميع بحضورها فهي رزقٌ منتظر حيث انتشرت رائحه الأمل وانطلق الجميع واحداً تلو الآخر ممسكين بالدِلاء المختلفة بأحجامها و مسمياتها فهناك دِلاء عالية كبيرة كتبت عليها التعليم اكتفت، ودلو آخر اسمه النقل العام ارتوى، ومشابهة في الحجم والعلو باسم الصحة لم يعد بظمآن وغيرها دلو تلو الآخر اكتفوا من أجل أن تكتفي تلك الدلاء الصغيرة المسماة ب «رواتب و وظائف – مكافآت – تأمينات طبية – خدمات صحية – إسكان» لعدم علوها وتعثر وصول القطرات لها مباشرةً، رغم أن حامليها كانوا آملين بأن يستلذوا بقطرات نقية لم تعكرها وتفسد صفوها الشروط والضوابط المعتادة من أكبر سحابة أمطرت فوق تلك المملكة.