في حياة البدوي القديمة نماذج مهمة.. يحتاج لها في حياته.. ومن ذلك الدلو وعادة يصنع من الجلد وله معاليق من الليف وآذان ل «الوزن» تحفظه من الانزلاق إذا ما امتلأ من النبع أو البئر وحتى يحتفظ بجماله ورونقه يحفظ بعيداً عن الشمس والآفات وفي زمني الحاضر الذي تبدلت فيه الحياة بسبب التطور الحضاري من الآلات الميكانيكية كالدينمو وغيرها إلا ان حاجة البدوي في المزارع والمراعي البعيدة عن العمران المدني لا تخلو من الانجذاب للدلو ومن أبجديات وأدبيات الدلو الشعبية ما جاء على لسان الشاعر شليويح العطاوي: لا والله إلا علقوني بشباك شبك الدلي من فوق قامة عفيف ولقد كان الدلو حاضراً في المثل الشعبي: ما عليها دلو، ويقال دلو ماء ودلو طين لمن يسوء حاله. ومن رواية محمد القويعي من هجينية قديمة : مثل قلب درهوا به درهوبه مثل تدريه الدلو وسط القليب حقاً ان الأوائل أبدعوا في وصف حياتهم ومدى ارتباطها ببيئتهم وها هو الشاعر الشعبي ابن تويم يصرح بذلك، فيقول: يتلن المشقاتل دلو جره الساني ايخلنه كما العودان منه الحال مبريه وبهذا يفهم ان الدلو استعمل في أدبيات الشعبية كثيرة لها مدلولاتها لغة وثقافة وأدباً خاصة وان الدلو من الآنية التي يستقى بها وتجمع على دلاء. قال الراجز: شر الدلاء الولفة والملازمة والبلات شرهن الصائمة وفي الشعر الشعبي القديم: ياتل قلبي تل دلو رماح يوم انطلق من طيها العالي أخيراً فإن الدلو لها مدلولها الفصيح حينما يذكرها محمد القويعي من التراث الشعبي قول القائل: من يساجلي يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب وقول آخر: احذر على عينيك والمشافر عرقاة دلو كالعقاب الكاسر وقول غيرهما: جل في طلاب الرزق تظفر به فالسجل مملوء إذا خضخضا وإلى مفردة شعبية في الشعر والنثر أخرى إن شاء الله.