أطلق ناشطون وناشطات من السودان حملة واسعة لمناهضة المادة 149 من القانون الجنائي السوداني، المتعلقة بعقوبة مرتكبي جريمة الاغتصاب، واتهموا أفراداً من القوات المسلحة والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) بمشاركة مليشيات الجنجويد في جرائم اغتصاب في دارفور. ورأى الناشطون، خلال مؤتمرٍ حقوقي نسوي عُقِدَ في القاهرة أمس الأول، أن عقوبة مرتكبي جريمة الاغتصاب لا تتوافق وحجمها، ورأوا أن المادة 149 من القانون الجنائي لسنة 1991 فيها لبس واضح لجمعها بين عقوبة مرتكبي جريمة الزنا والاغتصاب في نفس المادة، مطالبين بتعديل المادة أو إصدار تشريع منفصل. ورأوا أن تراوح العقوبة بين سنتين إلى عشر سنوات جعل القضاة يطلقون الأحكام حسب رؤاهم، وشددوا على ضرورة تطبيق عقوبات رادعة. واتهم الناشطون أفراداً من القوات المسلحة السودانية وبعثة (يوناميد) بمشاركة مليشيات الجنجويد، الموالية للحكومة في دارفور، في جرائم اغتصاب، وقالوا إن «الجنجويد» لم تتوقف عن ممارسة هذه الجريمة منذ اندلاع الحرب في الإقليم عام 2003. ووصف الناشطون جرائم الاغتصاب بأنها «جرائم ممنهجة ومنظمة تتم تحت نظر وسمع الحكومة وبحماية منها». وقال المشاركون في المؤتمر، وبعضهم شهود عيان، إن مليشيات الجنجويد تقوم بممارسة جرائم الاغتصاب لفتيات قُصَّر، مستشهدين بحوادث تكررت في عدد من القرى. وتحدث شهود العيان عن حادثة اغتصاب 92 طالبة في مدرسة ابتدائية في منطقة طويلة في ولاية جنوب دارفور في حضور ذوي الضحايا، وذكروا أن أفراد «الجنجويد» يمارسون جريمتهم في حضور أسر الضحايا ويجبرون الأمهات على إطلاق زغاريد الفرح، مؤكدين أن بعض ذوي الضحايا لقوا حتفهم أثناء مقاومتهم تلك المليشيات دفاعاً عن شرف القبيلة، فيما فقد بعضهم الآخر وعيهم. وطالب الناشطون منظمات المجتمع المدني السودانية بمواصلة الضغط على الحكومة السودانية لتعديل المادة 149 وإزالة اللبس الواضح فيها، أو إصدار تشريع منفصل لجريمة الاغتصاب وبعقوبة رادعة، كما دعوا المنظمات الدولية لمساندة المجتمع المدني السوداني بتقديم العون القانوني للحد من جرائم الاغتصاب التي انتشرت في السودان وخاصة ولايات دارفور ومناطق النزاعات الأخرى.في سياقٍ آخر، جدد رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، تمسكه بالحوار لحلحة القضايا الخلافية مع السودان، ورفض العودة إلى مربع الحرب مرة أخرى إلا في حالة الدفاع عن النفس، منبهاً إلى وجود حشود للقوات السودانية على حدود بلاده. وقال «كير»، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوغندي يوروي موسيفيني، الذي حضر إلى جوبا في زيارة خاطفة أمس الأول، إن جنوب السودان لن يدخل في حرب حدود مع السودان رغم حشود الجيش السوداني على حدود دولته في الفترة الأخيرة. من جانبه، أعلن موسيفيني دعم بلاده لجنوب السودان، ورأى أن «وضع الحكومة السودانية عراقيل في وجه تنفيذ اتفاقيات التعاون مع جوبا لن يقود إلى انهيار الدولة الحديثة الاستقلال».