قال لي تأمل نتيجة الفحص؟ كان هذا الصديق القديم قد تعرض لسرطان في القولون. تم استئصاله بعملية. سرطانات القولونات ليست بشراسة سرطانات المعدة! هل لأنها في الأمكنة الوسخة بالأصل؟ ليس عندي جواب. نتيجة الفحص النسيجي تقول إنه من نوع سي (C). هذا التقسيم يعود لطبيب (Dukes) عكف طويلا على تقسيمات سرطان القولون حتى أصبح تقسيمه معتمدا. أظنه كذلك حتى اليوم. النوع الثالث سي (C) يعني اختراقا لجدار الأمعاء والانتشار للجوار. صديقي أبو كامل قضى عليه هذا الانتشار. حينما عرفت زوجته الانتشار وهي بدورها طبيبة بارعة عرضته على فريق طبي قالوا لها هناك انتشار منفرد إلى الكبد؟ ما العمل؟ أشاروا عليها من جديد بفكرة استئصال هذا الانتشار الوحيد. ظنوا أن فيها النجاة، خاصة وأن الكبد يمكنه ترميم نفسه. لم تنفع أيضا العملية الثانية وأودت به. رأيته في المنام بصورة عجيبة من الوضوح. اقتربت منه مسست جلد وجهه قائلا ولكنك ميت يا صديقي! صديقي نوري إبراهيم عبدو حصل معه نفس الشيء. شاءت الأقدار أن يحبس في سجن تدمر الرهيب بعد العملية. من المفروض أن يتابع علاجه الكيماوي. كان الضرب و»الفلقة» هي علاجه هناك. بعد خروجه بعشر سنين لم يبق شيء من السرطان. كان شفاؤه كاملا. كأن سجن تدمر الرهيب نشّط عنده الجهاز المناعي فشفاه. هل نلعن حافظ الأسد وفصيلته من السنوريات؟ أم نشكره على هذه الهدية؟