إذا أجرينا استفتاءً للطلبة والطالبات في المدارس وربما الجامعات يدور حول المواد التي يصعب فهمها أو تقبلها لوجدنا الإجابات تدور حول اللغة الإنجليزية والرياضيات واللغة العربية خاصة (النحو والصرف). فطلاب اليوم يضعون فكرة الصعوبة وبالتالي الكره وعدم تقبل للمواد التي يدرسونها وتبقى معهم خلال مراحل الحياة. فكم سمعنا عبارات تردد مثل «أنا لا أحب اللغة الإنجليزية» أو بماذا تفيدني في حياتي اليومية؟ لا أعرف لماذا ندرس إعراب الكلمات ومواقع الفاعل والمفعول.. إلخ؟ أو عبارة «ولن أنجح في الرياضيات»، «كم أكره حصة… أو المعلم…». وغيرها من العبارات التي توحي بأن الفكرة ثابتة في العقل ويصعب التخلص منها. ومعنا هنا تجربة لمعلم اللغة العربية يسردها بنفسه لنرى ماذا تم معه. يقول معلم للغة العربية: في إحدى السنوات كنت ألقي الدرس على الطلاب أمام اثنين من رجال التوجيه لدى الوزارة. اللذين حضرا لتقييمي، وكان هذا الدرس قبيل الاختبارات النهائية بأسابيع قليلة! وأثناء إلقاء الدرس قاطعني أحد الطلاب قائلاً: يا أستاذ.. اللغة العربية صعبة جداً! وما كاد هذا الطالب أن يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام وأصبحوا كأنهم حزب معارضة، فهذا يتكلم وهذا يصرخ وهذا يحاول إضاعة الوقت وهكذا…! سكت المعلم قليلاً ثم قال: حسناً لا درس اليوم، وسأستبدل بالدرس لعبة! فرح الطلبة، وتجهم الموجهان، رسم هذا المعلم على السبورة زجاجة ذات عنق ضيق، ورسم بداخلها دجاجة، ثم قال: من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة، بشرط أن لا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة؟! فبدأت محاولات الطلبة التي باءت بالفشل جميعها، وكذلك الموجهان فقد انسجما مع اللغز وحاولا حله ولكن باءت كل المحاولات بالفشل! فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً: يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلاّ بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة، فقال المعلم: لا تستطيع خرق الشروط، فقال الطالب متهكماً: إذا يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها. ضحك الطلبة، ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً! فقد قطعها صوت المعلم وهو يقول: صحيح، صحيح، هذه هي الإجابة! من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها. كذلك أنتم! وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة.. فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة، كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة! يقول المعلم: انتهت الحصة وقد أعجب بي الموجهان كثيراً! وتفاجأت بتقدم ملحوظ للطلبة في الحصص التي بعدها.. بل وتقبلوها قبولاً سهلاً يسيراً! هذه هي قصة ذلك المعلم، الطلاب وضعوا دجاجة واحدة في الزجاجة، فكم دجاجة وضعنا نحن؟