تميز فيلم “مصور قتيل” الممثل لمصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال35 فنيا على صعيد السيناريو والإخراج والتصوير مع مبالغة قليلا في الموسيقى التصويرية، لكن موضوعه جاء بعيدا عن الواقع العربي نظرا إلى ندرته. فالفيلم الذي أخرجه كريم العدل وكتبه المخرج وكاتب السيناريو عمرو سلامة يحكي عن ارتكاب مصور فوتوغرافي سلسلة جرائم بسبب خلل نفسي أصيب به في طفولته ولا يكشف عن هوية القاتل الحقيقي الا في اللحظات الأخيرة. والى جانب الاثارة والتشويق، تميز الفيلم بان بطولته الأساسية ليست لنجوم مصريين بل للنجم الأردني اياد نصار والفنانة التونسية درة مع احمد فهمي وحورية فرغلي. ويبدأ الفيلم بمشد نرى فيه البطل يصور حادثة قتل مسلح على يد الشرطة بعد ارتكابه جريمة تدفعه إلى الاستقالة من عمله كمصور في صحيفة يومية. ثم يظهر الفيلم التطورات النفسية التي تطرأ على المصور، ومن بينها مقتل زوجته الذي جعله عاجزا عن العمل مع الصحيفة ودفعه إلي اللجوء الى التصوير المستقل ونشر صوره في كتب خاصة. وفي الفيلم، يتمتع البطل بقدرة على رؤية المستقبل، لكن الرقابة كانت “قد اعترضت على ذلك لان الله هو الوحيد الذي يعرف ما يجري في المستقبل”، بحسب ما قال عمرو سلامة في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم. وبعد حوار البطل مع شقيقته (حورية فرغلي) وزوجها الضابط في المباحث (احمد فهمي) وقيام الضابط بالبحث عن قاتل الزوجة، تتطور الأحداث وصولا إلي اكتشاف أن المصور هو نفسه القاتل. وتساهم في عملية الكشف الفنانة درة التي كانت ترتبط بعلاقة صداقة حميمة مع الزوجة المقتولة وتدرك تورط زوجها في حوادث قتل متسلسلة. وأقر كاتب السيناريو عمرو سلامة بأن “الموضوع نادر وليس منتشرا في العالم العربي ولا على الصعيد العالمي. فهذا النوع من الشخصيات نادر إلا أنني شعرت برغبة في تقديم هذا الإطار الفني اثر تحضيري لتصوير فيديو كليب أوصلتني فكرته إلى هذا الفيلم”. أما الأخراج والتصوير فكانا جيدين، باستثناء الموسيقى التصويرية التي غالبا ما كانت توحي بالخطر في مواقف لا تستحق مثل هذه الموسيقى. واثبت اياد نصار انه ممثل مفريد من نوعه يستطيع ان يقدم شخصية المريض النفسي ببراعة، بالاضافة الى الادوار التي قدمها على شاشات التلفزيون والتي اظهرته كفنان متميز. وكان من المتوقع ان يكون لهذا الفيلم ايقاع اخر له علاقة أكبر بالواقع وبالاحداث التي تعيشها مصر حاليا، الا ان الجمهور فوجئ بعرض هذا الفيلم في حين يغص ميدان التحرير بالقرب من مكان العرض بالمتظاهرين ومستقبل البلاد يتخبط بين الانتقال الديمقراطي و بداية حرب اهلية لا تعرف نتائجها بعد الاعلان الدستوري للرئيس مرسي. وفي اليوم الثاني من فعاليات المهرجان، عرض الفيلم اللبناني “تاكسي البلد” في مسابقة الافلام العربية. وقال مخرجه دانيال جوزيف في ندوة اعقبت عرض الفيلم إن طاقم الفيلم قام بتأليف مشاهده وأن الكثير من حواراته ارتجالية. وكانت السينما المصرية قدمت فيلما مشابها قبل بضع سنوات تحت عنوان “على جنب يا اسطى” أظهرت من خلاله نماذج من الواقع الاجتماعي المصري ضمن اطار انتقادي، الا ان الفيلم اللبناني قدم صورة المجتمع اللبناني بجمالية اكثر شفافية ورقة. وعرض ايضا ضمن المسابقة العربية الفيلم الجزائري “التائب” من تأليف وإخراج مرزاق علواش الذي تدور أحداثه حول شخصية قاتلت الى جانب التيارات الارهابية الاسلامية ثم اعلنت توبتها وشاركت في الحياة الطبيعية. ومن خلال هذه الشخصية، يقدم علواش مثالا عن العمل السياسي والحياة الاجتماعية في الجزائر. أ ف ب | القاهرة