مؤلمٌ جداً أن تشعر بالإحباط من كل شيء، إحباط يجعلك تفكر في تغيير كل شيء في حياتك، تنظر للواقع وتكتشف أن كل ما حولك قابل للتغير إلا (أنت)، فأنت لست سوى ثابت ويجب أن تكون كذلك، وما حولك متحول متغير في كل الاتجاهات، ما حولك ينظر للمستقبل وأنت خارج حساباته، وأنت تنظر للمستقبل وهو داخل حساباتك، تعتصر روحك كل الآلام وتذهب إلى المستقبل بروحٍ جديدة، ليصدمك هذا المستقبل بالواقع. كثير منا محبطون، من واقعهم، مما حولهم، البعض يحاول التغلب على إحباطه بالتغيير وأنا مؤمن أن التغيير هو الحل البسيط الذي تستطيع معه الخروج من إحباطك وتشاؤمك، والبعض الآخر يعكس إحباطه على من حوله فيبدأ في مسح الأمور بسواد قاتم، وكأن الحياة تتوقف على شخص أو محطة أو وقت، بينما يمضي قطار الحياة ونحن عابرون فيه، ولا تتوقف أبداً على شخص، ولكن المُر في الأمر عندما يكون الإحباط من أقرب الناس لك. يقود الإحباط في بعض الحالات للانتحار، وأنا أصنف الانتحار باعتباره فعلاً للنهاية وليس قتلاً للنفس، فالانتحار الوظيفي هو أن تترك عملك بدون مقدمات بعد صراع مع الإحباط كمثال، والانتحار الجسدي هو تحول للنهاية الحياتية بعد صراع مع إحباط من كل الاتجاهات، الانتحار ليس حلاً، ولن يكون كذلك، لكن علاج الإحباط بالتغيير المكاني والزماني هو أفضل الحلول، وهو خروج عن صمت الروح وانعتاق من تفاصيل الوهم والهم الذي قد تحمله قلوبنا الصغيرة. أدرك أن إخواني المحبطين في كل مكان، منهم من اختار الصمت كحل، ومنهم من نجع ونجح في علاج اقتص إحباطه وجعله خلفه، ولكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها كل من كان غير محبط هو أن هذا الإحباط سيصله ذات يوم، وذات صدفة سيجد نفسه غارقاً في إحباطات لها أول وليس لها نهاية. لعل الابتسامة أحياناً هي الحل للخروج من مآزق الإحباط القاتل.