رأى مراقبون للوضع في السودان أن المعلومات حول دعوة الرئيس عمر البشير لقائد المحاولة الانقلابية العميد ود إبراهيم، للقائه تنمّ عن نية النظام السوداني التراجع عن اتهام عسكريين بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت معلومات انتشرت إلكترونياً أفادت برفض قائد المحاولة الانقلابية في السودان العميد ود إبراهيم، دعوة الرئيس السوداني له للقائه وتناول الغداء معه في مقر إقامته في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. وذكرت المعلومات أن ود إبراهيم اشترط قبول الدعوة في حال شمولها جميع المتهمين في المحاولة الانقلابية. ووصف بعض المراقبين للوضع في السودان هذه الدعوة من البشير بأنها خطوة تشير إلى تراجع النظام عن تجريم المشاركين في ما يسمى بالمحاولة التخريبية، حرصاً على وحدة الصف الحكومي، خاصة أن اتهام قيادات في النظام بالتدبير لانقلاب أحدث شرخاً واضحاً في صفوف المؤتمر الوطني الحاكم، تمخض عنه ما يسمى ب»المؤتمر الوطني – جناح الإصلاح». وأنعش اتهام الحكومة بعض قياداتها العسكرية النافذة بالتورط في المحاولة الانقلابية، آمال المعارضة في تغيير النظام من خلال إسقاطه بانتفاضة شعبية. وتجددت دعوات المعارضة للخروج إلى الشارع بعدما فشلت الانتفاضة السابقة خلال أشهر الصيف من هذا العام، كاشفةً ضعف المعارضة وانفصالها عن القواعد الجماهيرية. ورأى المراقبون سعي بعض البرلمانيين لمقابلة الرئيس البشير لطلب العفو عن الانقلابيين، محاولةً منهم لتقوية صف المؤتمر الحاكم وسد أي ثغرة تحاول أن تنفذ المعارضة من خلالها. وحذر المراقبون من أن انفراط الجبهة الداخلية للحزب الحاكم سيغري دولة الجنوب للتفكير مجدداً في اجتياح أراضٍ سودانية بعد أن أخرجها الجيش السوداني قبل أشهر من منطقة هجليج، وأبدى المراقبون أسفهم لاعتقال أبرز نجوم ملحمة تحرير هجليج العميد ود إبراهيم.