«الانقلاب» فعل متكرر في الحياة السياسية السودانية منذ استقلاله في العام 1956، حيث بدأت الانقلابات مع تشكيل أول حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1956، ووقعت اول محاولة انقلابية في العام 1957، قادتها مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة اسماعيل كبيدة، ضد اول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم السوداني اسماعيل الازهري، ولكن المحاولة احبطت في مراحلها الأخيرة. *انقلاب 17 نوفمبر 1958 نجح أول انقلاب عسكري بقيادة الفريق ابراهيم عبود، قاده ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الامة والاتحادي الديمقراطي يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم الازهري ورئيس الحكومة الاميرلاي عبد الله خليل وشكل الانقلابيون حكومة عسكرية برئاسة الفريق ابراهيم عبود، حكمت البلاد بأسلوب شمولي ديكتاتوري استمر لمدة 7 سنوات تخللته محاولة انقلاب قادتها مجموعة ضباط اشهرهم احمد عبدالوهاب وعبدالرحيم شنان ومحيي الدين احمد عبدالله. انقلاب مايو 1969 انقلاب 25 مايو1969 قاده العميد آنذاك جعفر محمد نميري، ومجموعة من الضباط المحسوبين على الحزب الشيوعي والقوميين العرب واستمر لمدة 16 عاما في الحكم. انقلاب 19 يوليو 1971 رغم تحسبات حكم النميري للانقلابات مستفيدا من التجارب السابقة، الا ان عهده شهد محاولات كثيرة فشلت جميعها، وأشهرها ما نفذه رفقاء دربه في انقلاب مايو (ايار) من المنتمين مباشرة الى الحزب الشيوعي في 19 يوليو (تموز) 1971، وعرف بانقلاب هاشم العطا الذي استولى جزئيا على العاصمة الخرطوم لمدة يومين، لكن النميري استطاع ان يعيد سلطته وينصب مشانق للانقلابيين من المدنيين والعسكريين، طالت كلا من زعيم الحزب الشيوعي السوداني آنذاك عبدالخالق محجوب، ومساعده الايمن الشفيع احمد الشيخ، وبابكر النور وآخرين من المدنيين، واعدم قائد الانقلاب هاشم العطا وعشرات من الضباط والجنود. *محاولة انقلاب 1975 وقعت محاولة انقلابية أخرى فاشلة ضد نظام النميري، في العام 1975 بقيادة الضابط حسن حسين، ولقي الانقلابيون على رأسهم المدبر حسين حتفهم رميًا بالرصاص أو شنقا. انقلاب يوليو 1976 في 2 يوليو 1976 حاولت القوى السياسية المعارضة لنظام النميري التي كانت تنطلق من ليبيا قلب نظام الحكم، وأوكلت المهمة للعميد محمد نور سعد بمشاركة واسعة من عناصر المعارضة التي تسللت الى الخرطوم عبر الحدود مع ليبيا، وقد تعامل نظام النميري مع المحاولة بعنف غير مسبوق، حيث أعدم قائده محمد نور رميا بالرصاص وحول شوارع الخرطوم لمدة يومين الى ساحة معارك مع الانقلابيين اسفرت عن مقتل المئات واطلق على المحاولة «غزو المرتزقة». الإطاحة بالنميري 1985 لم يتعرض نظام النميري بعد عام 1976 لأية محاولة انقلابية الى ان عصفت به ثورة شعبية عارمة في 6 ابريل 1985 عرفت ب»انتفاضة ابريل» واعادت النظام الديمقراطي. انقلاب يونيو 1989 تناحرت الاحزاب من جديد بعد الاطاحة بالنميري، وعادت الانقلابات العسكرية الى السودان عبر انقلاب الرئيس عمر البشير في 30 يونيو العام 1989 بمساعدة الاسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه المعروف انذاك ب»الجبهة الاسلامية القومية». انقلاب 1990 تعرض نظام البشير لعدة محاولات انقلابية خاصة في بداية عهده، اشهرها المحاولة التي عرفت ب»انقلاب رمضان» في 1990 بقيادة اللواء عبدالقادر الكدرو، واللواء الطيار محمد عثمان حامد، وهي المحاولة التي انتهت باعدام 28 ضابطا في الجيش من المشاركين فيها بمن فيهم قائدا الانقلاب، الكدرو وحامد. محاولة في 2004 تحدثت الحكومة السودانية في مارس (آذار) 2004 عن محاولة انقلابية، نسبتها الى حزب المؤتمر الشعبي المعارض ثم عادت وتحدثت عن محاولة انقلابية أخرى، نسبتها ايضا الى عناصر المؤتمر الشعبي، رغم تاكيد انصار الشعبي ان المحاولتين هما من نسج خيال الحكومة. محاولة غزو 2008 نفذتها حركة العدل والمساواة برئاسة الدكتور خليل ابراهيم اكبر الحركات الدارفورية المسلحة، ودخلت ام درمان لقلب نظام الحكم واسقاط حكم البشير وفشلت المحاولة بعد ان دحرها الجيش السوداني داخل ام درمان.