قال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، العقيد فيليب أقوير، إن قوات الجنوب تصدت لهجومٍ للجيش السوداني داخل عمق أراضي دولة الجنوب في منطقة التشوين الحدودية، نافياً اعتداء الجنوب على هجليج الحدودية. وأوضح “أقوير”، في تصريح خاص ل “الشرق”، أن المعارك بين الطرفين على الحدود استمرت لأكثر من يوم، وأضاف “طاردت قواتنا فلول الجيش السوداني إلى منطقة بالقرب من هجليج واستمرت المعركة بين الجيشين لمدة يومين”، موضحاً أن آخر معركة بين الطرفين تمت على بعد خمسة كيلو مترات من هجليج. في المقابل، نفى القيادي في المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال ومستشار وزارة الإعلام، الدكتور ربيع عبد العاطي، اتهام الجيش الجنوبي للشمالي بالاعتداء على أراضي الجنوب، وأكد خلال حديثه ل “الشرق”، أن فلول جيش الجنوب ما زالت موجودة في هجليج. واعتبر “عبد العاطي” أن مشكلة هجليج وحّدت الشعب السوداني وجعلته على قلب رجل واحد، وقال “لا يوجد متمرد جنوبي يستطيع مواجهة طفل من أبناء السودان من خلال التعابير التي نراها على قسمات وجوههم”. وترددت أنباء عن تولي الرئيس السوداني القيادة الميدانية للقوات المسلحة لتحرير هجليج، وتعليقاً على هذه الأنباء قال ربيع عبدالعاطي إن “البشير” هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن الطبيعي أن يقود المعارك في هجليج، لكنه استدرك “لا أستطيع أن أقول أنه موجود في قلب المعارك أم لا”. في السياق ذاته، أعلن المكتب القيادى للمؤتمر الوطني، فى اجتماعه الطارئ مساء أمس الأول برئاسة الرئيس عمر البشير، عن استعداده ل “نفرة شعبية شاملة” وحثَّ أهل السودان على التوجه لمعسكرات التدريب وجبهات القتال لرد ما سماه العدوان الغاشم من الجنوب. وأكد الحزب الحاكم أن أمر استعادة منطقة هجليج وطرد القوات الغازية خارج الحدود أصبح قاب قوسين أوأدنى، مشيرا إلى أن ما يرد من معلومات تفصيلية مؤكدة من مسرح العمليات يشير إلى تدنى الروح المعنوية للجنوبيين وامتلاك القوات المسلحة زمام المبادرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكشف وزير الدفاع السوداني، الفريق عبدالرحيم محمد حسين، عما سماه مخططا جديدا لإسقاط نظام الحكم في السودان يقوم على ثلاثة محاور، الأول يتعلق بالسيطرة على “الأبيض” عاصمة ولاية شمال كردفان بواسطة قوات متمردة في دارفور، والثاني دعم الحركة الشعبية المتمردة إلى حين الوصول لمدينة “الدلنج” في ولاية جنوب كردفان، والثالث تحريك العاصمة الخرطوم بواسطة الخلايا النائمة ودعم المعارضة. لكن وزير الدفاع أبدى ثقته في قدرة القوات المسلحة السودانية على استرداد هجليج، وقال إنها “ستستخدم لتحقيق ذلك كل القوة والعتاد لتلقين العدو درسا قاسيا على هذا العدوان الذي أقدم عليه ضد أرض السودان ومقدرات شعبها”.