أكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة على ضرورة إزالة المفاهيم التي علقت في عقول المواطنين العرب على مدى قرون أن الدولة والحكومة هي أداة تسلط وقمع. ودعا في تصريحه ل»الشرق» إلى إعادة النظر في هذه السياسة وتحويل دور الدولة إلى أداة تنظيمية في حياة المواطنين وتأمين الأمن والأمان، لهم دون التعدي على حقوقهم واتباع منطق العدالة والعمل من أجل إطلاق المبادرات من قبل المواطنين الذين لديهم الإمكانات من أجل المساهمة الحقيقية في صناعة المستقبل، وأضاف: «العلاقة بين المواطن والدولة يجب أن تكون علاقة تكامل ليست علاقة سيد وعبد أو حاكم ومحكوم بالمفهوم القديم، قائلاً إن الدولة لها دورها واحترامها وهيبتها التي يجب أن يتم الحفاظ عليها من خلال العلاقة المبنية على الثقة والتعاون، الذي بدوره يؤدي إلى إفساح المجال لإطلاق الطاقات الكامنة لدى المواطنين في شتى النواحي الثقافية والحضارية والاقتصادية. وهذا المؤتمر سوف يساهم في وضع هذه الموضوعات على بساط البحث توصلا إلى علاقة مستجدة وصحيحة بين الدولة والمواطن». وأشار السنيورة إلى أن الفترة الأخيرة التي شهدت كثيرا من سوء الممارسات التي تجلت في عدد من الأنظمة العربية التي دفعت المواطنين في بداية الربيع العربي للخروج إلى الشارع للتعبير عن رغبتهم في استعادة الكرامة التي أهدرت على مدى عقود من قبل تلك الأنظمة. وأشاد السنيورة بالخطوات التي خطتها مؤسسة فكر منذ انطلاقتها في مطلع هذا القرن نحو طرح قضايا هامة وأساسية وهي في أنشطتها المتعددة تقوم بأمور في غاية الأهمية لمجتمعاتنا العربية ولإطلاق حركة نهوض ثقافي وفكري في العالم العربي، وقال: «هذا العام يحمل المؤتمر أمراً جديدا مهماً يتعلق بعلاقة الحكومات مع المواطنين وما هي الأدوار التي ينبغي أن تتخذها الحكومات في هذه المرحلة من خلال العمل على تمكين المواطنين لإفساح المجال لهم من أجل اكتساب المزيد من المعرفة. ولا شك أن طرح هذا السؤال في هذا المؤتمر هو في غاية الأهمية».