اختارت مؤسسة الفكر العربي التي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل موضوع «المواطن والحكومات رؤية مستقبلية» ليكون محور مؤتمرها الفكري السنوي الحادي عشر لهذا العام، وذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ينطلق اليوم الاثنين ولمدة يومين. وأكد الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم ل «عكاظ» أن السنوات العشر التي مرت منذ أطلقت مؤسسة الفكر العربي مؤتمرها السنوي الأول، والذي عقد في القاهرة عام 2002م، شهدت التزام المؤسسة بتحديات وهموم الوطن العربي، طارحة قضية الساعة في كل عام، وسعيها لتعزيز موقع العرب على الخارطة العالمية، وتسليطها الضوء على الطاقات الكامنة والإمكانات المتجددة التي تحمل في طياتها بذورا وتحولات بناءة من شأنها تعزيز وتحسين مستقبل العرب، مشيرا إلى أن برنامجها يأتي منسجما مع الرؤى الكفيلة بتحقيق مصلحة الأمة وتجنيبها أية مخاطر، لافتا إلى أن مؤتمر مؤسسة فكر يهدف إلى جمع رجال الفكر والخبراء والمعنيين بالقضايا المطروحة في المؤتمر لمناقشة سبل التطور في العالم العربي ودعم التفاعل والحوار بين مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية والارتقاء إلى مستوى التنسيق والمعرفة والتكامل، والتأكيد على أهمية نشر القيم التي تساعد على إطلاق القدرات الكامنة لدى المواطن العربي، والتأكيد على أهمية دور جيل الشباب ودورهم في معالجة التحديات المترتبة والاهتمام بالأفكار الجديدة، والمبادرات، وتفعيل العلاقات من أجل تشجيع المشاركين على الانخراط في مؤتمرات فكرية مستقبلية. أداء الحكومات وألمح عبدالمنعم إلى أن عنوان المؤتمر «المواطن والحكومات رؤية مستقبلية» يعد استكمالا للطروحات التي أطلقها مؤتمر فكر في دورته العاشرة في دبي، والتي ناقشت تأثير الربيع العربي وما بعده، حيث ستقوم بمناقشة تلك التأثيرات على نمط العلاقة بين المواطن والحكومة في القرن الحادي والعشرين، وتنظر إلى طموحات المواطن من دولته، وإلى نظم الحوكمة في الدول، ومدى قدرتها على الانتقال من مفهوم «السلطة» إلى مفهوم «الخدمة»، الأمر الذي يجعل مستوى أداء الحكومات يقاس بمدى نجاحها في تقديم الخدمات، وأضاف بأن المؤتمر يناقش الأشكال المختلفة للعلاقة بين المواطن والحكومة من خلال تجارب حكومية بارزة استطاعت أن تتغلب على تحديات تلك العلاقة وإشكالياتها، والخروج بآليات جديدة لتقديم الخدمات الحكومية، وأبان بأن التكنولوجيا استطاعت أن تسهل الخدمات التي يمكن أن تقدمها الحكومات للمواطنين، وأن تقلل من البيروقراطية الإدارية المفرطة، ومن ناحية أتاحت للمواطن استخدام صوته للتعبير عن مطالبه أو حقوقه وإيصالها مباشرة إلى المسؤولين، مضيفا أن الثورة التي أحدثها الإعلام الاجتماعي جعلت من الصعب تجاهل هذه الوسيلة، وألزمت الحكومات بالتعامل معها بشفافية، باعتبارها صوت المواطن، وقال: «المؤتمر انعكاس للواقع وتصوير للمخاض الذي تمر به الأمة العربية، وقد حبذت مؤسسة الفكر العربي أن تطرح للنقاش مستقبل علاقة المواطن بحكوماته، وشكل الحكومات التي تعبر عن آماله وطموحاته». حوار ثقافي متنوع من جهته، أوضح الأمين العام المساعد والمدير التنفيذي لمؤتمرات فكر حمد العماري ل «عكاظ» أن قائمة المتحدثين في المؤتمر السنوي الحادي عشر الذي ينطلق اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة ستعكس المساعي التي تبذلها مؤسسة الفكر العربي التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في بناء حوار ثقافي متنوع الأطياف قائم على الجدية في الطرح والتلاحم بين الأطروحات، وذلك في إطار مؤتمرها السنوي الذي جاء بعنوان «المواطن والحكومات رؤية مستقبلية»، وأضاف أن المؤتمر سيشارك فيه متحدثون من مختلف المؤسسات العامة والخاصة والمؤسسات الأهلية، إضافة إلى نخبة من الخبراء في مجالات التنمية الاجتماعية والصناعات الثقافية والمراكز البحثية المتطورة في الوطن العربي وقال: «لدينا قائمة طويلة من المتحدثين المستشارين والأكاديميين والخبراء». وحول فكرة اختيار عنوان المؤتمر «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية» رأى أن العلاقة التي قامت بين المواطن والحكومات في القرن الماضي تحتاج إلى إعادة نظر في القرن الحادي والعشرين الذي يشهد تغييرا جذريا في أنماط التواصل بين المواطن والحكومات، مشيرا إلى أن التكنولوجيا استطاعت أن تسهل الخدمات التي تقدمها الحكومات للمواطنين، بقدر ما أتاحت للمواطن استخدام صوته للتعبير عن مطالبه وإيصالها مباشرة إلى المسؤولين، وعن البرنامج أوضح العماري أن افتتاح المؤتمر سيسبقه تدشين «مقهى الشباب»، وهو المساحة المخصصة للشباب العربي، وستدور فعاليات هذا اليوم تحت عنوان «المعرفة الاقتصادية: دور الشباب في حكومات المستقبل»، وفي اليوم الأول من المؤتمر ستعقد جلسة «فكر وأفكار» الصباحية، حيث يقوم المتحدثون بتقديم أفكارهم في إطار مسرحي، وستعقد بالتزامن معها ورشة عمل تدريبية بعنوان «التواصل الحكومي، تفعيل الإعلام الاجتماعي»، وورشة عمل بعنوان «بنية تحتية لأجيال مستقبلية»، وبين أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل سيلقي كلمة مؤسسة الفكر العربي بعنوان «تجربة الحكومة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة»، وتليها كلمة أرامكو السعودية (الشريك الراعي للمؤتمر) يلقيها محمد عبدالله العلي النائب الأعلى للرئيس للمالية في أرامكو السعودية، ثم الانتقال إلى جلسة عامة بعنوان «الوطن العربي 2020 التنمية ومستقبل الحكومات»، ومن بين المتحدثين فيها وزير الدولة السابق لشؤون التنمية الإدارية في الجمهورية اللبنانية النائب جان أوغاسبيان، ليتم بعدها عرض ملخص عن لقاء مقهى الشباب، ويختتم اليوم الأول بجلسة عامة مسائية عنوانها «المعلومات وشفافية الحكومة: دور جديد للإعلام»، جامعة بين متحدثين من حقل الإعلام وحقل الإدارة الحكومية. القضايا التنافسية وأشار العماري إلى أن صباح يوم السابع والعشرين (ثاني أيام المؤتمر) سيشهد إقامة ورشة عمل تدريبية تحت عنوان «كيف تتنافس الدول؟ الميزة التنافسية للدول العربية»، وقد صممت خصيصا للعاملين في الحكومات على قضايا التنافسية الوطنية بآلياتها وقدراتها يتزامن معها ورشة عمل بالشراكة مع الإسكوا الشريك المعرفي لمؤتمرات فكر، وهي بعنوان «نحو صناعة سياسات شراكة عامة؛ إشراك أصحاب المصلحة المباشرة»، وأضاف أن ورشة العمل الثالثة وعنوانها «الحكومة الإلكترونية» ستنظر في حالة إعادة التموضع التي تشهدها الحكومات كي تتكيف مع عصر المعلومات، ثم جلسة «المجتمع والحكومات: تعاون وتكامل»، والثانية بعنوان: «التنافس والتعاون: ما وراء حدود الوطن»، بمشاركة المتحدثين: أمين عام هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية سابقا محمد نضال الشعار من الجمهورية السورية، ومدير برامج الشرق الأوسط في المؤسسة العالمية للديمقراطية والتنمية مصطفى عبدالقادر مصطفى أبو نبعة، الجمهورية الدومنيكية، وألمح إلى أن المؤتمر سيعرض بحوثا وملخصات ودراسات تنضوي تحت عنوان « دور الحكومات المستجد وإحداث 11 مليون وظيفة»، حيث يتحدث عبدالعزيز الحر الرئيس التنفيذي لأكاديمية قطر للمال والأعمال، وصولا إلى آخر الجلسات العامة «المسؤولية الاجتماعية للشركات والعمل الخيري في الوطن العربي». وتختتم فعاليات المؤتمر رسميا بكلمة ختامية يلقيها الدكتور خالد اليحيا رئيس البرامج التعليمية بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وذلك قبل حفل توزيع جوائز الإبداع العربي الذي تستضيفه مساء ندوة الثقافة والعلوم. يشار إلى أن المؤتمر سيضم العديد من المتحدثين السعوديين، منهم الدكتور عبدالعزيز عثمان صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث في المملكة العربية السعودية، عمرو صالح المدني استشاري مقهى شبابي المدير التنفيذي لمعرض مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة، وكذلك الزميل تركي الدخيل معد ومقدم برنامج إضاءات، إلى جانب 48 متحدثا من مختلف الأقطار العربية.