استدعت مصر سفيرها في إسرائيل وأجرت اتصالات في كل الاتجاهات لوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنها تجد نفسها في موقف حساس نظرا لأن رئيسها إسلامي قريب أيديولوجياً من حركة حماس التي تسيطر على غزة. وقال الرئيس المصري محمد مرسي، في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون المصري الرسمي اليوم، إن “الإسرائيليين عليهم أن يدركوا أن العدوان لا نقبله ولا يمكن أن يؤدي إلا إلى عدم الاستقرار في المنطقة”. وقرر الرئيس المصري الأربعاء سحب السفير المصري في تل أبيب وأجرى اتصالين هاتفيين مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما طلب من الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية يمكن أن يجري غدا السبت. لكن السلطة المصرية تبدو عالقة بين تعاطف الرأي العام المصري مع القضية الفلسطينية وسعيها لحماية العلاقات مع واشنطن والظهور بمظهر البلد المسؤول. وقال مرسي إنه أبلغ أوباما بضرورة إيقاف هذا العدوان وعدم تكراره وضمان السلام والأمن فى المنطقة”. وأضاف أنه “بحث مع أوباما سبل تحقيق التهدئة والسلام في المنطقة دون مشكلات مستقبلية”. وتابع “اتفقنا على أن تتواصل مصر والولايات المتحدة لمنع التصعيد أو استمرار العدوان بهذا الشكل على الفلسطينيين”. لكن استدعاء السفير المصري في إسرائيل وحده لا يعني أن السياسة المصرية حيال اسرائيل تغيرت، على حد قول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد. وقال السيد إن “التغيير هو أن رد الفعل جاء سريعا، من قبل كان يستغرق وقتا ولا يأتي إلا بعد ضغوط”، مفسرا هذه السرعة بالعلاقة الوثيقة بين الإخوان المسلمين وحماس. وأشار إلى أن الاتصالات بين أوباما ومرسي تدل على رغبة في الإبقاء على بعض “الاستمرارية”. لكن السيد استبعد إعادة فتح معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة بدون شروط بسبب “مخاوف لدى المسؤولين المصريين الأمنيين من قدوم عناصر إرهابية” من الأراضي الفلسطينية بينما تخوض مصر معركة ضد جماعات متطرفة ومهربين في سيناء. وخففت مصر شروط دخول الفلسطينيين القادمين عبر رفح إلى أراضيها منذ تولي مرسي السلطة لكنها لم ترفع القيود بالكامل. وكان مرسي، الذي انتُخِبَ رئيسا في يونيو الماضي، وعد بانتهاج سياسة أشد تجاه اسرائيل من سياسة مبارك المتهم بأنه لم يقم بجهد كاف لمنع حرب مدمرة اسرائيلية على قطاع غزة بين ديسمبر 2008 ويناير 2009. أ ف ب | القاهرة