استنفرت مؤسسة الرئاسة وقيادة القوات المسلحة في مصر من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعقد الرئيس محمد مرسي اجتماعاً مع أركان الدولة للبحث في سبل وقف هذا العدوان، فيما شددت قوات الجيش والشرطة في سيناء من إجراءاتها الأمنية تحسباً لأية تطورات قد يقدم عليها الجانب الإسرائيلي قرب منطقة الحدود. وزار رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي إحدى أكبر القواعد الجوية في منطقة غرب القناة «للوقوف على الأنشطة التدريبية والمناورات الخاصة بوحدات القوات الجوية» يرافقه عدد من قيادات القوات المسلحة. واستعدت مستشفيات رفح والعريش لاستقبال الجرحى الفلسطينيين نتيجة العدوان عبر معبر رفح الدولي الذي أمرت السلطات باستمرار فتحه خلال أيام العطلة. واجتمع مرسي أمس مع رئيس وزرائه الدكتور هشام قنديل ووزيري الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والداخلية اللواء محمد جمال الدين ومساعديه للشؤون السياسية بكينام الشرقاوي والعلاقات الخارجية عصام حداد ورئيس الديوان الرئاسي السفير رفاعي الطهطاوي لمناقشة تداعيات العدوان على غزة. وانضم إلى الاجتماع في وقت لاحق رئيس الاستخبارات المصرية اللواء رأفت شحاتة الذي قطع زيارته لتركيا وعاد إلى القاهرة لمتابعة الموقف، فيما غاب عن الاجتماع وزير الخارجية محمد كامل عمرو لسفره إلى جيبوتي. واستهل مرسي الاجتماع بكلمة أذاعها التلفزيون الرسمي دان فيها العدوان. وقال إن الشعب والقيادة والحكومة تقف بكل إمكاناتها لمنع العدوان وإراقة الدماء، مضيفاً: «على الإسرائيليين أن يدركوا أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلباً في الأمن والاستقرار في المنطقة». وطالب بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة في شكل عاجل، وقال: «العدوان تكرر في شكل غير مقبول... ونتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان، فنحن لا نقبل بأي حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة». وأوضح أنه اتصل بالأمين العام للجامعة العربية وطلب منه عقد اجتماع وزاري طارئ في أسرع وقت لبحث سبل منع العدوان على غزة، كما اتصل بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وطلب منه أن تتحمل المنظمة الدولية المسؤولية تجاه منع هذا العدوان وضمان عدم تكراره، مشيراً إلى أن بان تفهم الموقف وأكد نقل هذه الرسالة إلى الجانب الإسرائيلي. وأشار مرسي إلى أنه اتصل أيضاً بالرئيس باراك أوباما وأبلغه بضرورة وقف هذا العدوان وعدم تكراره وضمان السلام والأمن في المنطقة، كما بحث معه في سبل تحقيق التهدئة والسلام «من دون مشاكل مستقبلية»، مؤكداً «حرص مصر على العلاقات مع الولاياتالمتحدة والعالم ورفضها التام للعدوان وحصار الفلسطينيين». وأضاف: «اتفقنا على أن تتواصل مصر والولاياتالمتحدة لمنع التصعيد أو استمرار العدوان في هذا الشكل». كما تلقى مرسي اتصالاً من الرئيس محمود عباس طالبه فيه ببذل كل الجهود لوقف العدوان على غزة. وكان مرسي أصدر قراراً بسحب السفير المصري لدى إسرائيل، ووجه مندوب مصر في الأممالمتحدة للدعوة إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، وأمر وزارة الخارجية باستدعاء السفير الإسرائيلي في مصر وتسليمه رسالة احتجاج في شأن العدوان والتشديد على ضرورة وقفه فوراً. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر ديبلوماسي قوله إن «الخطوات التصعيدية رداً على العدوان الغاشم على غزة متاحة وكثيرة ... فترة الهجوم وشراسته هي التي ستحدد تدرجها خلال الفترة المقبلة». وزاد: «كان متاحاً الاكتفاء باستدعاء السفير من تل أبيب للتشاور، لكن عندما تبدأ بسحب السفير، فهذا يعني أن مصر اختارت الخيار الأعنف منذ البداية». وشدد على أنه في حال استمرار الهجوم لأكثر من هذا، «فسيكون متاحاً أيضاً اعتبار السفير الإسرائيلي في القاهرة شخصاً غير مرغوب به، أو طرده... الخطوة التي تليها هي تجميد العلاقات، وعادة ما تبدأ الدول بالعلاقات الاقتصادية، وبالتالي تجميد العلاقات السياسية، لكن هذا يحدث قبل قيام حرب مباشرة مع الدولة التي تقطع معها العلاقات... هذا كلام نظري عن الخيارات المتاحة، لا أعلم ماذا سيستخدم منها». ووجه مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة السفير معتز أحمدين خليل خطابيْن عاجلين إلى بان كي مون ورئيس مجلس الأمن يطلب فيهما تحمل مجلس الأمن مسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واتخاذ اللازم لإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ووقفها فوراً. في غضون ذلك، عبّر مصدر مصري رفيع عن صدمته إزاء اغتيال الجعبري، وقال ل «الحياة»: «كنا نتوقع أن تقوم إسرائيل بالتصعيد رداً على إطلاق الصواريخ، لكننا لم نتوقع عدواناً بهذا الحجم»، مضيفاً: «أبلغنا حماس بأن إسرائيل لم تقدم لنا أي التزام بوقف إطلاق النار، وقلنا لهم (حماس) بادروا بالتهدئة حتى تلتزمها إسرائيل، وحذرناهم من أنها ستقوم بعدوان كبير على غزة». وكان وزير الخارجية المصري محمد عمرو طالب الولاياتالمتحدة بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، محذراً من مغبة تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية، وذلك خلال اتصال أجراه مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. ووضعت وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية على موقع «فايسبوك» علم فلسطين. ونظمت حركات سياسية فعاليات شعبية عدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني. في غضون ذلك، أعلنت الجامعة العربية أنه تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غداً لبحث تطورات العدوان وانعكاساته. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي إن هذا الموعد تم بالتشاور بين الأمين العام الدكتور نبيل العربي وعدد من القادة ووزراء الخارجية العرب.