ينقل عن اليهود كتاب (التلمود) وتعاليمه الدموية. وفي بداية القرن العشرين تم الترويج لكتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) ويتضمن خلاصة مخيفة بزعم سيطرة اليهود على العالم، وأنه لا تدب نملة، ولا تطير نحلة، أو تنط قطة، أويقفز يعسوب أوجرادة، ولا يتم انقلاب وتحول إلا بلعبة من أصابعهم. وفي القرن السادس عشر راج كتاب (النبوءات) لنوستراداموس زعم أتباعه أنه ليس من حدث هام في التاريخ إلا وهناك إشارة في الكتاب له فلم يفرط في شيء بما فيها ضرب البرجين في نيويورك، وقد عرضت قناة الديسكفري آراء كثير من المتحمسين لهذا الكتاب الذي مازال يطبع ويطبع ويزور ويضاف له وينقص، ولا أستبعد أن يأتي من يشير إلى اندلاع الربيع العربي من محتويات سطور هذا الكتاب، ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف بنفسه بثلاث كلمات أنه لا يعلم الغيب وأنه ليس عنده خزائن الأرض ولا يقول أنه ملك بل بشر يوحى إليه من فوق سبع سماوات. وحين كنت في مدينة أولدنبورج (Oldenburg) الألمانية التقيت بإيرانياً من طائفة البهائية متزوج من سيدة ألمانية فأعطاني الكتاب المقدس عندهم فقرأته أنا وزوجتي لنرى ماذا يحتوي؟ فلم أكتشف ذلك الشيء المثير، بل تفصيلات لا أهمية لها في الطعام واللباس وما شابه. وفي سوريا أيضا تميل بعض الجماعات إلى إخفاء آرائها ومعتقداتها خوفا من الاضطهاد فسوريا مستودع من الإثنيات والأقليات. وفي القامشلي مدينتي التي نشأت فيها سبع لغات وثمانية أديان وعشر ملل و»درزن» من النحل والأعراق. وهكذا فالكتب السرية من الملل والنحل والجماعات الملاحقة موجودة عند كل أمة. وفي الجراحة نعرف أن الخراجات إذا احتقنت آذت البدن لذا وجب شق المكان وتفريغ القيح للخارج. وفي قناعتي أن أفضل طريقة لانتشار الأفكار الجيدة هي الصراحة والوضوح والنقاش العلني. وبالمناسبة فإن كتاب قصة الفلسفة ل(ويل ديورانت) أشار إلى الفيلسوف (فرانسيس بيكون) ومبادئه عن التنوير وأنه لابد من وضع قواعد ذهبية لانتشار الفكر العلمي أبرزها العلنية وعدم الاحتكار والاجتماع الدوري لمناقشة الأفكار. أعتقد أنه يجب دخول عصر التنوير العربي بالسماح لكل الأفكار بالتعبير عن نفسها. والشيء الوحيد الذي يجب أن نتفق عليه عدم استخدام القوة في فرض الآراء على الآخرين.