دعا الأديب عبدالمقصود خوجة إلى إيقاف هجرة الأدمغة العربية إلى الغرب، في أمسية تكريم الدكتورة حياة سندي، في «إثنينيته»، مساء أمس في جدة. وتحول حفل تكريم سندي إلى حفلين في آن واحد: الأول هو المعلن عنه بالاحتفاء بالباحثة والعالمة السعودية، والآخر كان احتفاء بعودة الإثنينية، وسلامة صاحبها الأديب عبدالمقصود خوجة، بعد توقفها لعدة شهور، وليس أدل على ذلك الاحتفاء من الحضور الكبير الذي شهدته الأمسية، التي بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها إلقاء نبذة مختصرة عن سيرة سندي الذاتية. وألقى خوجة كلمة رحب فيها بالحضور، موضحاً أن عودة الإثنينية هذه ستكون بلا توقف، وأن أمسية الإثنينية المقبلة (الأسبوع المقبل) ستكرم الناقد الدكتور سعيد السريحي. وأضفى خوجة لمسة وفاء على الأمسية بتذكر أسماء الكتاب والمثقفين الذين غادروا عالمنا خلال توقف الإثنينية، مختتماً كلمته بالتأكيد على أن الاحتفاء بالباحثة السعودية يسهم بقدر يسير في إذكاء التساؤل عن موقع العلم والعلماء في محيطنا العربي، وكيف السبيل لإيقاف هجرة الأدمغة العربية الخلاقة إلى الغرب؟ وقبل أن تلقي الدكتورة حياة كلمتها، فاجأ الدكتور عبدالله مناع الحضور بكلمة قال فيها إنه سيرحب فيها أولاً بالأديب خوجة، مبدياً استغرابه من عدم تكريمه حتى الآن، رغم أنه كرَّم مئات الأدباء، مشيراً إلى أنه علم أن عبدالرحمن فقيه يعتزم تكريمه أولاً. ومازح خوجة المناع بقوله إن جوابه على هذه الرغبة سيبعثه بالبريد. وفي حديثها، قالت المحتفى بها إن العلم هو الطريق لنفع الإنسان، بغض النظر عن لونه وجنسه، مستعرضة نشأتها في مكةالمكرمة، ودهشتها الأولى بالعلماء المسلمين، وتحولهم ليكونوا مثلها الأعلى. وتناولت الأسباب التي كادت تحول بينها وبين السفر للخارج، لكن قدرتها على إقناع أسرتها أنقذها من هذا المصير المحبط. وتذكرت الباحثة السعودية الأيام الصعبة التي مرت بها أثناء الدراسة، التي كانت تدرس خلالها لأكثر من ثماني عشرة ساعة يومياً، مضيفة أن أستاذاً جامعياً قال لها بشكل مباشر إنك ستفشلين، لأنك تلبسين الحجاب، ولن يستغرق وجودك معنا سوى ثلاثة أشهر، «والحمدلله أنني لم أحبط، وواصلت مشواري بنجاح». وأبدت سندي اعتزازها بتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها، وإطلاقه لقب الموهوبة عليها. واستعرضت سندي الابتكارات التي ساهمت فيها طوال مسيرتها السابقة، مؤملة استمرار مسيرتها العلمية، وتقديم إنجازات علمية ومجتمعية لوطنها وللإنسانية عامة. كما استعرضت سندي عبر البث التليفزيوني داخل المنتدى عدداً من ابتكاراتها العلمية التي اشتهرت في الدوائر العلمية العالمية. وشهد التكريم عدداً كبيراً من المداخلات التي ساهم بها عدد من الأكاديميين والباحثين والأدباء، من دون أن تنسى المكرمة الإجابة عليها. وفي ختام حديثها، أعلنت سندي أنها تهدي اختيارها كسفيرة لليونسكو إلى المرأة السعودية، داعية إياها إلى النهوض بأحلامهن، والإيمان بها، والعمل على تحقيقها. وعاد الدكتور عبدالله مناع للحديث، لكن هذه المرة تناول فيها سيرة سندي، التي قال إنه يرفع يديه احتراماً لها، ولإنجازاتها العلمية.