فرحان سالم العنزي الشهامة والأصالة والكرم والقوة والصبر والتحمل والوفاء بالوعد وغيرها من السمات والخصال الحميدة، مفاهيم ارتبطت قديماً بمفهوم الرجولة، فعندما يصبر الإنسان يقال عنه إنه كان رجلاً وتحمل الصعاب، وعندما يفي بوعده يقال إنه كان رجلاً يحافظ على كلمته، وعندما يكون كريماً يقال إن الرجل لم يكن بخيلاً، والقوة والشجاعة مفاهيم ترتبط بالرجولة، والرجال هم من يتصفون بأحد أو بعض تلك الصفات. ولكن هل الرجال فقط هم الذكور؟ أم أن الأنثى يمكن أن توصف بالرجولة هي أيضاً؟!! اعتقد أن العقلاء من الناس يتفقون على أن الذكر يختلف عن الأنثى، يقول الله تعالى «وليس الذكر كالأنثى» وهو ليس اختلافاً تفضيلياً بقدر ما هو اختلاف في بعض السمات الجسمية والفسيولوجية والنفسية بشكل عام بين الجنسين من أجل تحقيق التكامل بين البشرية واستمرار دورة الحياة. فالذكر ليس الأنثى والأنثى ليست هي الذكر، غير أن الرجولة في نظري هي مفهوم يختلف عن الذكورة أو الأنوثة ولا يتعارض أو يتفق مع أحدها بالضرورة، مثلها مثل الإنسانية أو الحضارة.. فهي مفاهيم لا ترتبط بنوع بشري معين. وإذا كانت الرجولة تعرف بأنها عامل مشترك لمجموعة من السمات الإيجابية، مثل: الشهامة والمروءة والأصالة والقوة والإقدام والصبر والتحمل ورباطة الجأش، فإن من غير المستنكر في كلام العرب أن يقال: فلانة كانت رجلاً في ذلك الموقف، فهو تعبير عن موقف سلوكي يتصف بالرجولة ولا يقصد منه تحديد أو وصف النوع البشري، فعندما نقول إن فلاناً لم يكن رجلاً في أحد المواقف فنحن نصف السلوك فقط دون ارتباط بالنوع، ولو كان الأمر غير ذلك لأصبح الذكر الذي لا يتصف بالرجولة أنثى بالضرورة! لسبب بسيط جداً وهو عدم وجود نوع بشري ثالث سوى الذكر والأنثى. في نظري أن من الخطأ أن يوصف كل ذكر بالرجولة، ومن الظلم نفي صفة الرجولة عن النساء، فهي تجسيد لسلوكيات معينة ترتبط بالجانب الإيجابي للشخصية الإنسانية سواء كانت تمثل الأنثى أم الذكر. وقفة: لنجتهد في البحث عن الرجال من الجنسين لبناء مستقبل أفضل.