اختلفت الآراء حول تفسير الرجولة الحقيقية فهناك من قال إنها كلمة شرف وموقف .. وهناك من قال إنها الشهامة والمروءة في أسمى معانيها ، ومع كل ذلك ما أجمل أن تكون كل هذه الصفات مجتمعة معاً في شخص واحد لكان من أسعد البشر وفاز في الدنيا والآخرة وكسب محبة الجميع .. إن الرجولة هي التميز في كل شيء في الفعل وفي القول ، وليست الرجولة في قوة العضلات وفردها والتباهي بالملبس والمركز والجاه والأرصدة في البنوك .. الخ. - أحبتي - لا يوجد في الكون من يرضى بأن يوصفه الناس بعدم الرجولة .. وليس هناك من يرفض أن ينادى ويتصف بالرجولة .. وليس هناك فتاة لا تود ولا تتمنى أن تقترن بفارس أحلامها الذي يكون رجلاً بمعنى الكلمة. - يا سادة - الرجولة تعني في حد ذاتها احترام الغير وفي نفس الوقت احترام الذات وأن يكون على قدر المسؤولية كما أن الرجولة تكون في الوقوف بجانب الصديق في أحلك الظروف وفي وقت الشدّة. هناك مع الأسف الشديد من يرى الرجولة من بعض الشباب أنها شرب الدخان وتعاطي المخدرات ولبس الملابس الخليعة وقصات الشعر المختلفة والحركات والميوعة مع أن هذا هو فهم خاطئ في الواقع .. الرجولة يا أحبة: كلمة لها مدلولات ينبغي أن يعيشها ويتدبرها كل الشباب ولكن ما نراه في بعض الشباب أنهم لا يفهمون معنى الرجولة بفهمها الصحيح. لقد استخدم القرآن الكريم كلمة الرجولة للدلالة على كمال الإيمان والتضحية قال جل من قائل في محكم التنزيل: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً..) ومن هنا فالرجولة ليست كلمة أو صفة تطلق على الشاب لمجرد أنه بلغ سناً معينة وإنما هي تحمل كافة المسؤولية الشرعية التي خاطب بها الله عز وجل الصبي فبمجرد بلوغ الصبي يجب أن يتحمل كافة المسؤولية ولا يعتمد على أبويه وانما يبذل من الجهد في أوقات فراغه حتى يرفع عن كاهل والديه بعض الأعباء ليدركوا عبء المسؤولية. ومن وجهة نظري أرى أن من الأسباب التي خلقت الميوعة لدى البعض من الشباب فغابت الرجولة هي: غياب دور الأم في التوعية والنصح والتوجيه وغياب الأب عن دوره كأب وكقدوة لفلذات الأكباد ، فالأم أصبحت تهتم بالخروج والتنزه وحضور الأمسيات والأفراح والبحث عن كل ما تطرحه شركات التجميل والاكسسوارات وآخر صيحة في الذهب والمجوهرات والملابس ، وتركت بيتها وأبناءها وبناتها أمام القنوات الفضائية والأنترنت والأفلام والمسلسلات بينما ترك الأب أبناءه وبيته ليلتحق بشلة الأنس والسهر في الاستراحات والمنتديات والسفر إلى أقطار الدنيا بينما الأبناء والبنات يعيشون على حسنة المحسنين فكيف نحصل على أسرة متماسكة همها الأول والأخير (نفسي نفسي)؟! يقول الشاعر: إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص كم نحن بحاجة ماسة إلى شباب رجال بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى بدلاً مما نراه من بعض الشباب هداهم الله من تصرفات لا تليق بهم ولا ترضي الله ولا رسوله ولا المجتمع بأكمله .. - يا سادة - قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...) فهل فهمنا ذلك؟ هذا ما نرجوه .. والله من وراء القصد. همسة: يا شايف الشاب وتزويقه ..يا ترى فطر وإلاّ على ريقه!!.