تشير معظم الصحف في مواقعها الإلكترونية إلى المقالات (الأكثر قراءةً وتعليقاً وطباعةً وحفظاً) وهذا يعني بالضرورة وجود مقالات (أقل قراءةً وتعليقاً وطباعةً وحفظاً).. لكن، ما هي المعايير التي تجعل من مقال أكثر، وآخر أقل؟ للإجابة عن هذا السؤال، يتطلب الأمر ضرورة التفرقة بين مقال سياسي وآخر أدبي، أو مقال رياضي وآخر فني.. أقصد أن تتم مقارنة الشيء بقرينه، لا أن تتم مقارنة الاقتصادي بالاجتماعي، أو الأدبي بالعلمي وهكذا، إلا إذا كان القصد مقارنة مقال واحد بجميع أنواع المقالات؟ من جانب آخر، يُقال: الكِتابُ (الأكثر مَبيعاً) وهذا يعني لغة المال، فليس كل من اشترى كتاباً قرأه.. أما إذا قلنا: الكتاب (الأكثر قراءة)، فهذا يعني بالضرورة لغة (اقرأ). أقول هذا لأنني أقرأ كُتباً أراها غاية في الأهمية، بينما تُصَنّف ضمن الأقل مَبيعاً، كما أقرأ مقالات لبعض زملائي الكتاب هي من القيمة بما لا يمكن إغفالها، ومع هذا أجدها لا تحظى بأي من درجات الكثرة، لا قراءةً ولا حفظاً ولا غير ذلك.. وهذا لا يسعد الكاتب حتى وإن لم يصرح بما في نفسه. على أية حال، إن لم يفلح اقتراحي، فأرجو أن يُخصص لمقالي هذا حقلٌ اسمه (الأقل قراءة) لأنه لو علم الناس بوجود مقال أقل قراءة لأقبلوا عليه من أجل أن يعرفوا لماذا هو أقل قراءة، وبهذا يفوز بالأكثر قراءة، ولو في آخر الليل بعد أن أنام، لأنني أنام وقت نوم الدجاج، إلا إذا قال لي أستاذي خالد الأنشاصي «أرسل مقالاتك قبل أن تنام أنت ودجاجاتك».