وردتنا هذه الرسالة من الوزير اللبناني السابق وئام وهاب: حضرة الأستاذ داود الشريان المحترم لا أخفي عنك بأني من متابعيك وأقرأ باهتمام مقالاتك، وهي تتميز عن كثير من (كتابات) الصحافيين الآخرين بأنها «بنك معلومات» حقيقي، لا مكان فيها للحشو أو الكلام الفارغ. وهذا ما استوقفني عندما قرأت مقالاتك عن التوطين، لأنني أعرف أنك لا ترمي الكلام جزافاً، وأعرف بأن هذه المقالات أتت نتيجة معلومات تملكها أنت، كما يملكها كثيرون غيرك، فلم يعد يخفى على أحد بأن مشروع التوطين هو مشروع جدي. أما بالنسبة للوضع الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين، فأنا أشاركك الرأي بأن هذا الوضع فيه إساءة للدول المضيفة أكثر مما هو مسيء للفلسطينيين، فهؤلاء إخوة لنا، ولهم علينا حق معاملتهم كما يعامل الإنسان في كل مكان. وهذا ما لا تفعله دولنا لأسباب لن اغوص فيها. فنحن منذ سنوات، وفي كل مناسبة، نطالب بحق الفلسطيني في أن يعيش كإنسان في لبنان، خصوصاً أنني من الذين يزورون المخيمات باستمرار، وأرى عمق هذه المعاناة التي تنفطر لها القلوب وتهتز لها الضمائر. ولكن، أنت تعلم بأن الكثيرين من الحكّام ضميرهم معطل للأسف. أما بالنسبة الى التوطين يا أستاذ داود فالأمر مختلف. لماذا علينا التحدث عن التوطين والإسرائيلي يتحدث عن تهجير جديد لفلسطينيي ال48؟ ولماذا نقر بالتوطين مع ما يعنيه من تصفية نهائية للقضية الفلسطينية؟ ومن قال بأن الفلسطيني مستعد للتخلي عن حق العودة؟ ومن قال ايضاً بأن اللبناني يقبل في ظل التوازن الهش والدقيق ان يُدخل الى معادلته الديموغرافية خمسمئة ألف فلسطيني؟! إن في ذلك مشروع حرب جديدة في لبنان لا نعتقد بأنك من مؤيديها. بمحبة