اليوم هو أول أيام عودتي إلى بيتي الصحفي الأخير (اليوم) بعد غيبة ثلاث سنوات خارج المملكة، والعودة تكون أجمل حين يكون لديك ما تضيفه مما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وأرجو أن أكون سحا غدقا نافعا غير ضار. قبل أيام أحسن نادي المنطقة الشرقية الأدبي بتنظيم الملتقى الأول للكتاب السعوديين، وقد كنت ضمن من شرفهم النادي ورئيسه محمد بودي بالدعوة للحضور، ورغم سعادتي بهذا الحضور وهذه المشاركة، فقد كان أول ما فاجأني الإصرار على الديباجات (الحكومية) في مثل هذه اللقاءات، وقد أبديت تحفظي بوضوح على وجود مثل هذه الديباجات التي مللنا سماعها التي تقتطع من وقت اللقاء، أي لقاء، على الأقل ثلثه بدون طائل. فالكاتب ليس بحاجة لمن يقول له ما يكتب وما لا يكتب أو كيف يكتب. الذي أعرفه، وقد تعلمته دراسة وتجربة، أن المسؤول هو الذي يتتبع الكاتب الذي يدله على مواطن ضعفه، ويرشده إلى ما غاب عنه، ويساعده على التعرف على مساحات ومسافات التقصير واجتراح الحلول للمشكلات التي قد يواجهها هذا المسؤول أو أركان إدارته أو المستوى والحالة التي تكون عليها قراراته، وما أتمناه مخلصا أن تدخل اللقاءات الثقافية اللاحقة في مواضيعها مباشرة، وأن يكون الدخول إلى هذه الموضوعات خاليا من دسم المقدمات والبدهيات والمواعظ، سواء من الحضور الحكومي أو الحضور الآخر بتنوعه وتعدده. أذكر فيما أذكر من تجاربي ومحاولاتي الكتابية السابقة أنني لم أحظ بمسحة مباركة على رأسي الثفاقية من الشيخ الشهير «أدونيس»، لذلك حرمت علي الصفحات الثقافية في صحيفة كبرى كنت محررا فيها، وعوملت باعتباري خارج التيار السائد في بلاط دنيا الثقافة الشيء الآخر الذي يستحق التسجيل والتعقيب أيضا ما طرحه هذا اللقاء عن حجم ومدى حضور الهم والشأن الثقافي البحت في الكتابات الصحفية والمساحات التي تعطيها الصحف لهذا الهم. وتعقيبي على هذا الموضوع، الذي ربما أتى متأخرا، هو أن هذه المسألة لها وجه آخر لم يغب أبدا عن الصفحات والملاحق الثقافية التقليدية المعروفة والجديدة منها، ذلكم هو شللية كتابها القدماء والجدد. أذكر فيما أذكر من تجاربي ومحاولاتي الكتابية السابقة أنني لم أحظ بمسحة مباركة على رأسي الثفاقية من الشيخ الشهير»أدونيس»، لذلك حرمت علي الصفحات الثقافية في صحيفة كبرى كنت محررا فيها، وعوملت باعتباري خارج التيار السائد في بلاط دنيا الثقافة، واكتشفت فيما بعد أن ما يسري علي يسري على آخرين كثر في عدد من الصحف. التصنيف الذي يجر حتما إلى «الشللية» يؤدي إلى محدودية وضيق مساحة الطرح الثقافي. كما يؤدي بطبيعة الحال إلى ضرورة الحصول على صك عبور من المتحكمين برقاب الصفحات الثقافية، وهم بخلاء جدا إذا لم تكن محسوبا عليهم وعلى تيارهم الأوحد. [email protected]