لجهلي، عرفتُ بالأمس فقط أنّ صاحب القلب الكبير هاني السعدي الذي تُوفّي (رحمه الله) قبل يومين هو صاحب الشخصية الكبيرة (بابا فرحان)! الصغار لا يهتمّون باسم المؤلف وصاحب الفكرة.. الأهم هو العمل! هذا هو الأصل.. فمتى يفهم الكبار؟ يُفلِح الكبار في النقد، فحين كبروا سألوا: “وأين هي أم عيال بابا فرحان.. كان ملعوب علينا”؟. أوقنُ بأنّ عُمر حسين، ومحمد بازيد، وفهد البتيري، وغيرهم من روّاد standup comedy في هذا الزمن الجميل، سيأتي جيلٌ من بعدهم ناقمون على زمنهم الآتي ذاك -كما نفعل الآن- وسيذكرون هذه الأسماء بخير، و”راحوا الطيبين” لا حقا من الآن! سيبْكُون على الزّمن الجميل الذي لم يأت بعدُ كما نبكي على نفس الزمن الآن وغدا وبعد غد، وكما بكى سابقونا.. فمَن للحاضِر؟ ومن بين كلّ هؤلاء مَنْ لِلطِّفل؟ كلما أراد أن ينهض بفرحٍ وبتساؤلات تشعُّ من خلف ابتسامةِ مُوقنٍ بالإجابة، صفعناه -انشغالا عنه- ليصغُر أكثر وراء تساؤلاتٍ ضخمة، وتعقيدات للكبار وحدهم فهمُها! أيّام كان الاختلاط لا ريب فيه -على الأقل- لإخراج نصّ يبرز في عمل فنّي جيّد تُسكَب عليه الدّموع حال ذكراه.. كان الزمن الجميل -كالعادة- بالنسبة لنا، الأغبر والتعيس -كالعادة أيضا- بالنسبة لمُعاصريه، على موعد مقدور مع أ. سميرة سنبل وأ. حسن دردير. ومن أجل الأطفال فقط!. وقد كان في فوازير 1414 و”أطفال مشقاص…”! { http://www.youtube.com/watch?NR=1&v=z0xco2BX8YY&feature=endscreen } لستُ من هواة الترحّم على الزمن الجميل.. لكنني موقن بأن التفرّغ للطفل وأدب الطفل صعب في ذلك الوقت.. فكيف هو الآن؟ “آآآآه يا بابا فرحان.. ودي أدفع كل ما أملك بس ترجع ذيك الأيام؛ يا زين الطفولة بس”.. (تعليق قارئ على صحيفةٍ نشرت خبر الوفاة). “الله يسعدك في قبرك كما أسعدتنا في طفولتنا.. أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تسعده في قبره كما أسعدنا.. إنك كريم مجيب”. (تعليق في اليوتيوب). اهنأ يا هانئ في قبرك فربُّنا سميع الدعاء. كلُّنا حفظ: ” بابا فرحااااااان.. استنّى شوية..” لكنه قطعا لن يجيبنا كما ألِفْنَا: “رايحين نتقابل في الحلقة الجايّة”!