ربما أثرت تعقيدات الحياة ومشاغلها على الشفاه فأضحت باهتة لفقدها مصدر نضارتها و»حلاوتها» المتمثل في الابتسامة الصادقة الدافئة والنابعة من صفاء الروح! على الرغم من ذلك نجد كبار السن يجيبون عن سر إشراق ابتسامتهم -حين تعود بهم الذاكرة للزمن الجميل- بأن الناس كانوا بسطاء ترتسم البسمة على وجوههم، كانوا جميلين فأضحى «الزمن جميلاً»! بعض الناس -أعاذنا الله وإياكم- لا يبتسم إلا قسراً حين يزور عيادة الأسنان للتأكد من سلامة وبياض أسنانه وضروسه «الطاحنة» ليطرح عنها «الجير» و«البلاك»! أو عند استخدام معجون الأسنان والسواك؛ أو حين تفترّ شفاهه عن ابتسامة ليتأكد من سلامة حلاقة ذقنه! أمّا سوى ذلك فهو عابس الوجه فيمن حوله فإن ابتسم فلحاجة ملحّة فقط لتأتي ابتسامته صفراء مشوهة! ويقال إن الابتسامة تسارع في التماثل للشفاء وهي خير علاج لقلب الإنسان، وتساعد على الهضم -الآن عرفت سرّ انتشار ظاهرة «الكروش»!- وتزيد بإذن الله في العمر، وتقوي نشاط الذهن بجانب القدرة على تثبيت الذكريات وتوسيع مساحة الانتباه والتعمق الفكري، بل يكفي هذه الابتسامة أنها تبعث فينا السعادة الداخلية، والآن عرفت أيضاً سرّ ابتساماتنا التي نوزعها حين نسافر للخارج ونتركها هناك لنعود بنفس تجهمنا «الداخلي»! الابتسامة أيضاً مفيدة لبنات حواء اللاتي يحرصن على اصطحاب «أحمر الشفاه» معهن أينما ذهبن، ذلك أن الابتسامة تزيد من كمية الدم المتدفق للشفاه حال الابتسامة مما يمنحها لوناً وردياً طبيعياً، بل إنها تؤخر من الغضون المرتسمة على الوجه وجانبي الشفاه مما يمنح الأنثى مظهراً أقل من عمرها الحقيقي حتى بدون استخدام أدوات التجميل الباهظة الثمن! فلنبتسم جميعاً حتى في هذا اليوم الذي يتوافق وعودتنا للدوام!