ظهرت في برنامج أكشن يا دوري، وفي بوابات الإعلام الإلكتروني بالأمس صور ومقاطع فيديو للاعب محمد نور قائد فريق الاتحاد وهو يمسك «نمراً»، ويتجول به أمام النادي وبين بعض المشجعين أو إن صح التعبير «بعض المدنيين»، ويضعه في سيارته بجانبه عند مغادرته، بعد أن هجم النمر على أحدهم لولا أن نور كان ممسكاً بالحبل في حلق النمر. أعتقد أن هذا التصرف غير المسؤول لايليق باللاعب وتظهر فيه مخالفة أمنية صريحة، تعرّض حياة الناس للخطر وخصوصاً المُشجعين الذين يرتادون النادي حيث يعتبر «غالبيتهم» من صغار السن المُعجبين بمثل هذه التصرفات. نحن بشكل عام، وعلى المستوى الأمني -بالذات- نقرّ الأنظمة بعد وقوع الحوادث والخسائر، حيث لاتوجد أنظمة مكفولة ومسرودة تحصرُ كافة الأخطاء والعقوبات والتي من المفترض أن تقوم على حماية المواطن وممتلكاته والحفاظ على أمنه وأمانه. لا أَخبرُ دولة تسمح بتربية السِباع دون إذن صريح، ولا وضعها بين الناس وفي الأماكن العامة، بل مقرها حديقة الحيوانات داخل الأقفاص، أو في بريتِها. وحتى في عروض السيرك أو الحالات الاستثنائية فإن لها نظاماً خاصاً يحمي الناس منها.. خاصة الأطفال، الذين لايدركون خطورتها ولا فطرتها المُعتدية والشرسة. إن ترك اللاعب بعد هذه المخالفة وهذه العنجهية والفعل الطائش دون إجراءات أمنية صارمة ورادعة، فسيؤدي -بلا شك- إلى أن يكون هناك شماعة تُعلّق عليها الكثير من التساؤلات، حيث بلغت الممارسات المغلوطة والمخالفات في الوسط الرياضي ما يجعل هذا السكوت عنها وعبورها دون إجراء، مثاراً للتشكيك في الكثير من المؤسسات الحكومية التي تتعلق بشكل أو بآخر بهذه الممارسات، والتي صنعت جمهوراً جديداً غاضباً ومتعصباً لا يشاهد فن الكرة في المباريات فحسب، بل يشاهد أفلاما سينمائية عجيبة.. و»عبيطة» في آن معاً.