أكثر ما يستفزك في الوسط الرياضي، الأطروحات غير الناضجة والمليئة ب «التسطيح» والابتعاد عن المنطق، تماما.. كتلك الأسئلة التي وجهت لمدير شؤون المنتخبات محمد المسحل في برنامج «الدليل القاطع»، حين ذهبت الحلقة بأكملها لصالح نقاشات قديمة في دلالة صريحة على أن إعلامنا هو مجرد ناقل لآراء المشجعين ولم يمارس سلطته لكي يجتذب المتابع لمناطق الوعي والنضج الفكري، ولا يزال إعلامنا يلهث خلف المسؤولين لكي يناقشهم عن عدم استدعاء اللاعب الفلاني وعن «الكابتنية» وبعض الأسئلة التي لا تعطي أي تصور عن تقدمنا وتطورنا وبحثنا عن الأفضل، ولا أدري متى تأتي المرحلة التي نتجاوز فيها الماضي ونقدم تصورات مستقبلية من شأنها أن تهدئ من روعة الغضب الجماهيري العارم وتطمئننا على مستقبل رياضتنا، إلا أنه للأسف لا تزال بعض الأطروحات الإعلامية لا تبتعد كثيرا عن آراء الجماهير وتكرس لثقافة غير متقدمة في رياضتنا، ولا أظن أن هناك فارقا كبيرا بين لقاء جمع المسحل مع أحد المشجعين في الشارع، وبين لقاء تليفزيوني للمسحل، فالطرح هو ذاته بأفكاره السلبية ونقاطه غير الناضجة في تخل صريح عن دور الإعلام الحقيقي في تعميم سياسة الوعي والقفز على تساؤلات المشجعين المتعصبة التي لا تحمل هما إصلاحيا بقدر ما تأتي بعاطفة جياشة لا تتناسب مع طموحنا المرحلي. كنت أتمنى أن أسمع تصورات المسحل عن مستقبل الأخضر من حيث التنظيم الإداري والخطط المستقبلية، ومحاصرته في اتهامات دقيقة لا يعلمها إلا الإعلاميين القريبين حتى تكشف الحلقة للجماهير مناطق جديدة من الجدليات الناضجة والمكتنزة بالوعي، فالوسط الرياضي بأكمله ليس صحيحا أنه لا يفكر إلا في معرفة أسباب استبعاد نور ولمن تعطى الكابتنية.. فهناك أطروحات وهموم أكبر من هذه الأفكار.. خاصة فما يتعلق بصميم العمل الإداري للمسحل وكيفية استقطابه للكوادر العاملة معه على المستوى الإداري..؟ وكذلك في تنظيم المنتخبات السنية وهيكلتها الإدارية، ومدى توجه شؤون المنتخبات نحو تسويق اللاعبين الشباب للاحتراف الخارجي، والشركات الراعية، وأسباب التغييرات الجذرية التي طالت الكثير من الإداريين في منتخباتنا، إضافة إلى دور مدير التخطيط الإعلامي وتصوراته عن هذا المنصب الجديد.