انتشرت دماء العراقيين في سلسلة من الانفجارات خلال أيام عيد الأضحى، فيما سارع بعض البرلمانيين العراقيين لتكرار اتهامهم لرئيس الوزراء نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة بالمسؤولية عن هذه التفجيرات، التي سبق وأن حذرت منها كتل برلمانية. وفي وادي السلام، أكبر مقبرة عرفها العالم الإسلامي، اتُّخِذَت إجراءات أمنية مشددة وخضع المارة في سياراتهم للتفتيش عدة مرات وترجَّلوا منها لكي يبدأوا مسيرة على الأقدام إلى المقبرة التي تضم رفات مئات الآلاف من العراقيين أغلبهم من ضحايا الحروب ليضيف الإرهاب الأسود شواهد جديدة إلى المقبرة. وفي حين لم يجد الزائر للصحن العلوي تلك المساحات المطلوبة لاستيعاب عدد كبير من الزوار، إلا أنه لوحظ تسهيل دخول الزوار الإيرانيين والعرب من منافذ مخصصة لهم فيما تُرِك العراقيون يصطفون على أبواب أمير المؤمنين يطلبون الرحمة من رب العالمين في أول أيام العيد. وفي مشهد آخر، بدت بغداد مثقلة بهمومها الأمنية، حيث أُقفِلَت الشوارع في وجه السيارات وهي تتجول في العاصمة، لكن ذلك لم يمنع مئات الآلاف من البغداديين من التوجه إلى حدائق الزوراء المتنزه البغدادي الوحيد. ومن لم يتمكن من الوصول، ذهب إلى كورنيش الأعظمية أو شارع أبي نواس، ربما استطاعت هذه الموانع الأمنية أن تحمي هذه المتنزهات الرئيسة، لكن يد الإرهاب الأسود امتدت لتقطف الأرواح في فرحة العيد، بعد أن قُتِلَ وأصيب العشرات، بينهم زوار إيرانيين، في هجمات متفرقة. واستهدف مسلحون عائلات من طائفة الشبك في الموصل ثاني أيام عيد الأضحى، وارتفعت حصيلة تفجير “سيارتين مفخختين” في مدينة الصدر، مساء أمس إلى 16 قتيلا و 59 جريحا. وكان مصدر أمني أشار إلى إن خمسة عراقيين، على الأقل، قُتِلُوا وأصيب حوالى 12 في انفجار عبوة بحافلة تقلُّ زواراً شيعة، بينهم إيرانيون في منطقة التاجي، وأضاف أن “ما لا يقل عن خمسة آخرين قُتِلُوا وأصيب حوالي 13 في انفجار وقع داخل ساحة للعب الأطفال في منطقة العامل”، عند أطراف مدينة الصدر، شرق بغداد. وفي هذا الإطار، دان الحزب الإسلامي العراقي موجة التفجيرات الأخيرة التي ضربت العاصمة، مؤكداً أنها تستدعي دراسة سريعة واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تصون أرواح العراقيين. بدوره، اتهم النائب عن كتلة الأحرار، علي محسن التميمي، مكتب القائد العام للقوات المسلحة، نوري المالكي، بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت أمس في منطقة المعامل شمال بغداد وأدت إلى سقوط ثمانية شهداء وأكثر من عشرة جرحى. وقال التميمي في بيانٍ له “حذرنا في وقت سابق من وجود ثغرات أمنية في هذه المنطقة، إلا أن القيادات الأمنية لم تكترث لذلك وهناك منها من هو متواطئ، مما أدى إلى وقوع تفجيرين في منطقة المعامل في أقل من شهر”.