صحت العاصمة العراقية صباح أمس على سلسلة انفجارات، بينها 5 سيارات مفخخة، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم 9 من الزوار الإيرانيين. وعادت مشاهد السيارات المفخخة والعبوات إلى واجهة الأحداث، فيما تشهد المفاوضات بين الكتل السياسية صعوبة في ملء الحقائب الأمنية الشاغرة. وشهدت أحياء بغداد 7 هجمات، إذ أنفجرت سيارة مفخخة قرب فندق «ديانا» في شارع أبو نواس، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 8 آخرين، على رغم الإجراءات الأمنية في هذا الشارع المقابل للمنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والسفارات الأميركية والبريطانية والأسترالية. من الجانب الآخر لنهر دجلة. كما انفجرت سيارة مفخخة في منطقة التاجي، وأخرى قرب مجمع سكني وثالثة في حي الإعلام ، مخلفة 10 قتلى و30 جريحاً. وأعلنت الشرطة أن «سيارة مفخخة استهدفت حافلة تقل زواراً إيرانيين في شارع المحيط في الكاظمية ما اسفر عن مقتل احدهم وإصابة 8 وإلحاق أضرار جسيمة بالحافلة وبعدد من المباني القريبة». وأدى انفجار عبوة كانت مزروعة على مقربة من إحدى المدارس الابتدائية في منطقة الطارمية إلى مقتل إحدى الطالبات وإصابة 5 أخريات، ولم تعرف حصيلة الضحايا التي سببها انفجار عبوة في منطقة الكرادة استهدفت تجمعاً للزوار المتجهين إلى كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين. وأعلنت وزارة الداخلية أمس أنها ،»شكلت لجنة لدراسة ملف الصحوات تنفيذاً لأمر القائد العام للقوات المسلحة»( رئيس الوزراء نوري المالكي). وأضافت أن «تورط قائد صحوة الحامية بتفجيرات كربلاء هو الذي دعا إلى تشكيل هذه اللجنة التي ستدقق في خلفيات عناصر الصحوات وقادتها لمعرفة ما إذا كان لهم ارتباطات بالجماعات الإرهابية أو حزب البعث المنحل «. وكان لواء الرد السريع التابع لوزارة الداخلية، أعلن أول من أمس اعتقال المجموعة التي نفذت تفجيرات كربلاء، وبينهم قائد صحوة منطقة الحامية الواقعة شمال محافظة بابل ومساعده، بعد تعرض كربلاء لتفجير 3 سيارات مفخخة الخميس الماضي، ومقتل وإصابة نحو 300 شخص . إلى ذلك، حمل النائب عن «التحالف الكردستاني»عادل برواري ، «رئيس الوزراء نوري المالكي والكتل السياسية مسؤولية انهيار الأوضاع الأمنية للتأخر في حسم ملف الوزراء الأمنيين». ودعا الجميع إلى « تقديم تنازلات من اجل تسميتهم «، معتبراً أن « تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى تستغل الفراغ لإشاعة الفوضى والخراب وزعزعة الاستقرار». ولفت إلى أن «الجماعات الإرهابية تسعى إلى أمرين : الأول محاولة إثبات وجودها من خلال انتخاب أهداف سهلة وهي التجمعات البشرية الهائلة الزاحفة إلى كربلاء لإحياء زيارة الأربعين ، والثاني هو محاولة إشغال الفتنة الطائفية مجدداً بين السنة والشيعة في العراق «. وحذر برواري من أن «الوضع الأمني مازال هشاً في البلاد على رغم النجاحات التي حققتها الحكومة، وهذا يمكن القاعدة وحزب البعث البائد من إعادة الحياة إلى خلاياهما النائمة».