تشهد أسواق الحطب والفحم في السعودية عموماً، وفي مدينتي جدة والرياض خاصة، ارتفاعاً في الأسعار بنسبة تتجاوز %100. وعزا عدد من الباعة أسباب هذا الارتفاع إلى ازدياد الطلب المحلي على الحطب والفحم هذه الأيام، نظراً للتغيرات المناخية التي تشهدها المملكة في هذه الأوقات من السنة، التي بدأت تميل للبرودة خاصة في أوقات الليل. ويعزو عدد من أصحاب مخازن الحطب والفحم في جدة أسباب ارتفاع الأسعار إلى شحه، بالإضافة إلى قلة الأيدي العاملة التي تعمل فيه، ومنع الجهات المختصة قطع الأشجار، ما أدى إلى ارتفاع كلفة نقله. ويشير عبدالمجيد نويفع، أحد الباعة في جدة، إلى أن “المطاعم هي الأكثر إقبالاً على شراء الحطب، بالإضافة للمواطنين الذين يقبلون على شرائه قبل بدء رحلات التخييم والشواء في البر”. وعن الأسعار، يقول نويفع: “كان سعر حزمة الحطب يتراوح بين خمسة ريالات وثلاثين ريالاً، لكن الآن تتجاوز الستين ريالاً بحسب نوع الحطب”، مشيراً إلى أن “ما يتحكم في سعره هو الكمية التي استطاع التاجر تهريبها من رجال الأمن، الذين يمنعون قطع الأشجار، وتوصيلها للمدن”. ويُعدد نويفع أنواع الحطب واستخداماته: “هناك الإندونيسي، والماليزي، والوطني، ومنه الدقة والشقير والعادي، وكلٌ له استخداماته، فمنه ما يصلح للشواء ومنه للطبخ وغيره”، مضيفاً “أما الفحم، فله أنواع أخرى مثل قرض الجنوب، وثمر المدينة، والوطني، والبظرومي”. ويقول أحد تجار الحطب أبومساعد، إن أجود أنواع الحطب على الإطلاق هو “سمر المدينة المنورة”، ويصل سعر حملة الوانيت منه ألف ريال، ويأتي بعده عدة أنواع منها الأرطا. وأضاف أن أهم ما يميز الحطب ويجعل سعره مرتفعاً لإقبال الناس عليه هو أن يكون نحيف العود، وهذا ما يجعله سريع وقوي الاشتعال، وقليل الدخان، وطيب الرائحة، مؤكداً أن أسعار الحطب قد زادت %40 عن أسعار السنة الماضية، وذلك يعود لعوامل عديدة، منها قرار وزارة الزراعة الذي يمنع الاحتطاب داخل السعودية لمكافحة ظاهرة التصحر، موضحاً أنه إذا تم القبض على مركبة محملة بالحطب، فإنها تُصادر، ويتم تغريم صاحبها مبالغ قد تصل ل 500 ألف ريال على حسب الكمية المضبوطة، وهذا ما يبرر غلاء الحطب هذه الأيام. ويشير بائع الفحم في سوق جدة محمد النيل إدريس، إلى أن “الإقبال يزداد هذه الأيام على الحطب أكثر من الفحم، سواء من قبل المواطنين أو المقاهي، نظراً لتحسن الأجواء بشكل عام في السعودية، وإقبال عدد كبير من الأهالي على التخييم والشواء في البر، وتتراوح أسعار الفحم بين أربعين وخمسين ريالاً للكيس”. فيما شكا عدد من الشباب من غلاء أسعار الحطب والفحم، وقال المواطن خالد العتيبي إنه يفضل حطب السمر لقدرته على الاشتعال لفترات طويلة، ولكن أسعاره العالية تمنعه من شرائه بكميات تكفي، فيما أشار ناصر الحربي إلى أن عدداً من التجار استغل قرار إغلاق الكافيهات التي كانت تقدم الشيشة برفع الأسعار لأكثر من %40، مبيناً أن قانون حماية البيئة في السعودية يمنع قطع الأشجار، لكنه يعفي استيراد الحطب من الرسوم الجمركية، لذا فلا مبرر لرفع الأسعار على حد تعبيره.