تجتاح موجة من البرد القارس منطقة عسير هذه الايام، ما جعل الناس يقبلون بشدة على شراء الحطب والفحم، الأمر الذي حرك أسواق الحطب والفحم في المنطقة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير بسبب زيادة الطلب على الشراء لأغراض التدفئة والطبخ، خصوصا أثناء التخييم في الرحلات في تهامة عسير بحثا عن الدفء في نهاية الأسبوع. وتركزت معظم مبيعات الحطب على الأكوام بأحجامها المختلفة خصوصا نوعي السمر والقرض، إضافة إلى الفحم نصف المستوى حيث وصل سعر حزمة الحطب من القرض إلى 35 ريالا والسمر 20 ريالا، فيما وصل سعر كيس الفحم من السمر 90 ريال ريالا والقرض 250 ريالا، ووصل سعر كيس الفحم الأفريقي المستورد إلى 160ريالا، ووصل سعر كيس الفحم المخلوط من السمر والقرض إلى 140 ريالا. وتتميز منطقة عسير بتنوع غاباتها التي يستفاد منها في عملية الاحتطاب من حين إلى آخر، إضافة إلى ما يرد إلى المنطقة من مختلف مناطق ومحافظات المملكة. وتضم المنطقة شجر العرعر المعمر الذي يعد من أهم الأشجار المستخدمة في هذا المجال والطلح والسمر والقرض والسلم، وتعد تهامة عسير مصدرا مهما للفحم والحطب نظرا لكثرة الأشجار حيث يعمل الكثير من الأهالي بهذه المهنة خاصة في منطقة محايل عسير وخميس البحر وبارق والمجاردة. وعملت عدة جهات حكومية بالتعاون مع وزارة الزراعة على تنظيم تجارة الحطب التي تعد أحد أكثر أنواع التجارة رواجا وربحية في المملكة خاصة في موسم الشتاء، حيث انتشرت أسواق الحطب وصنفت إلى نوعين أسواق رئيسية كبيرة وهي الأسواق التي تضم محلات تجارية ثابتة وأسواق غير رئيسية وهي الأسواق التي يتم بيع الحطب فيها من خلال بسطات صغيرة أو في المركبات بهدف تسهيل عمليات البيع. ويختلف الإقبال على أنواع الفحم تبعا للسعر والنوع والجودة حيث يعد القرض المفحم منه أو الحطب، أكثر الأنواع سعرا لجودته الفائقة واستمراريته في الاشتعال، ويحل بعده حطب السمر الذي يعتبر أقل سعرا وهو أكثر طلبا من غيره في معظم أسواق الفحم والمركبات والبسطات التي تمتد على طريق تهامة عسير وعلى مفترق الطرق المؤدية إلى تهامة عسير. وتحدث ل«عكاظ» عدد من المواطنين عن هذا الموضوع حيث اتهموا التجار باستغلال موسم الشتاء القارس لرفع الأسعار. وقال محمد مفرح العسيري وأحمد جبران القحطاني إن سعر الحطب وصل إلى 100 ريال للحزمة المتوسطة، وأكياس الفحم الكبيرة إلى 180ريالا، وحزمة الحطب الصغيرة إلى 30 ريالا، مشيرين إلى غياب الجهات المعينة بالرقابة بشكل كامل، الأمر الذي يشجع باعة الحطب والذين ينتشرون بأعداد كبيرة على امتداد طرق تهامة عسير على استغلال حاجة الناس لرفع أرباحهم بشكل غير مبرر. ويشاطرهما الرأي مستور فراج الشهراني الذي قال إن شبة النار ونزوح الأهالي من مرتفعات عسير هروبا من الاجواء الباردة زاد من جشع الباعة الذين يضعون السعر الذي يريدونه. وسأل: أين الرقابة ومن ينظم عمل هولاء الباعة الذين ينشطون في مثل هذه الأيام؟ مطالبا الجهات المعنية بالتحرك السريع لوضع حد لجشع هؤلاء.