يلجأ عدد كبير من سكان مكةالمكرمة خصوصاً في الأحياء القريبة من المشاعر المقدسة هذه الأيام إلى الاستفادة المادية من موسم الحج، فبينما يفضل بعضهم ترك منزله بالكامل خلال فترة الموسم، يستغل البعض الآخر واجهة بنايته لبيع المرطبات والعصائر والمواد الغذائية الخفيفة. لكن يبقى الخروج من المنازل وتأجيرها على وفود الحجاج المختلفة خصوصاً الجماعات منهم أو من أتوا منفردين من أهم المظاهر التي تنشط لدى هؤلاء السكان، حيث تبدأ حركة الإيجار مع بداية أول أيام الحج، وحتى آخر أيامه خصوصاً في أحياء العزيزية والروضة والملاوي التي تعد أقرب الأحياء لمشعر منى.وقال عثمان خياط أحد ملاك البنايات المتاخمة لمشعر منى ل «الشرق»: إنه اختار وأسرته الإقامة في الدور العلوي لمنزلهم، بعد أن أجرت الطوابق الأخرى لحجاج قدموا من مدينة الرياض، حتى اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وبمبلغ يصل إلى عشرين ألف ريال للطابق الواحد. وذكر مالك آخر أنه استطاع تأمين إقامة بعثة حج كاملة أتت من دولة الكويت للسكن داخل منزله، بعد أن اتفق مع أحد أصدقائه المقيمين هناك على هذا الإجراء. وأضاف سامي فلمبان أنه خرج بعائلته إلى سكن أحد أقاربه طوال فترة الحج، مشيراً إلى أنه تعود على تأجير منزله بالكامل خلال مواسم الحج العشرة الماضية. من جانبه، ذكر أحد رؤساء بعثات الحج الخاص أن عدداً كبيراً من الحجاج يفضلون سكناً نظيفاً ومعداً وجاهزاً ويجدون في المنازل الخاصة تلبية لرغباتهم تلك. أما سليمان مولوي، أحد مسؤولي الإسكان لحملات الحج الكويتية فقال إن عدداً كبيراً من الحجاج يعلمون مدى النظافة والتجهيز التي تتمتع بها تلك المنازل خلافاً عن الفنادق أو الشقق السكنية، ولهذا فهم يفضلون أن تكون لهم مأوى ومقراً خلال فترة الحج. يشار إلى أن معظم الحملات القادمة من دول الخليج خصوصاً تختار أحياء العزيزية والششة للسكن فيها خلال فترة الحج، كما أنها تفضل الإقامة في المنازل التي تتميز بالنظافة والتهيئة الجيدة وهي ما تتميز بها المنازل الخاصة.