توجس أهالي مكةالمكرمة خيفة من تفشي أمراض وبائية بعد تكدس كميات كبيرة من النفايات على طرق وأحياء مكةالمكرمة بعد موسم الحج، فيما لا تزال آليات وعمالة أمانة العاصمة المقدسة قاصرة على تنظيف بقايا مخلفات الحجاج. وتنامت وتيرة المخاوف بين سكان العاصمة المقدسة من تحول أماكن تجمعات النفايات إلى بؤر لتصدير الأمراض والأوبئة الصحية وتكاثر الحشرات الضارة من ذباب وبعوض. وشكا عدد من سكان أحياء العزيزية والششة والمعيصم من تراكم النفايات التي تزكم الأنوف وتنقل الأمراض، مؤكدين ل«عكاظ» التي قامت بجولة ميدانية في تلك الأحياء أن فرق أمانة العاصمة المقدسة لا تغطي كل تلك الأحياء ولا يمكنها تخليص تلك الأحياء من كميات كبيرة من النفايات دون مساندة عاجلة، مطالبين بضرورة مضاعفة عدد العمالة والآليات لاحتواء المشكلة التي بدأت تتفاقم وتؤثر على صحة السكان، مؤكدين أنهم لا يرون آليات النظافة في شوارع أحيائهم. وفي الوقت الذي تتزايد فيه شكاوى الأهالي من تراكم النفايات، رفض مسؤولو النظافة في أمانة العاصمة والشركة المتعهدة الاعتراف بقصور أو تقاعس في مهمات الأمانة، حيث أكدوا ل«عكاظ» أن مؤشرات النظافة في مكةالمكرمة والعاصمة المقدسة تعد طبيعية ولا دواعي للقلق. مدير عام النظافة في أمانة العاصمة المقدسة المهندس صالح عزت بين ل«عكاظ» أن أعمال النظافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تسير وفق الخطة الزمنية التي وضعتها الأمانة وليس هناك أي تأخير أو تكدس وأداء متعهد النظافة يعد مرضيا مقارنة بأداء العام الماضي وإن كان ثمة بعض الملاحظات ولكنها لا تؤثر في مجمل العمل. وزاد المهندس عزت «قسمنا المشاعر المقدسة إلى 14 قطاعا وشكلت عشر لجان لمراقبة سير أعمال النظافة في تلك القطاعات، حيث قسمت منى إلى أربعة قطاعات وتعمل لجنة ميدانية على التأكد من قيام المقاول بأعماله، كما قسمت عرفات إلى أربعة قطاعات ومزدلفة إلى قطاعين وتمت مضاعفة أعداد العمالة للارتقاء بسرعة الأداء والإنجاز ولا يمكن قياس الأداء قبل أن ننتهي من نظافة كامل قطاعات المشاعر المقدسة، ولم نغفل مطلقا متابعة نظافة أحياء مكةالمكرمة حيث تعمل فرق مساندة لمتابعة كل الأحياء وخصوصا الأحياء المكتظة بالحجاج». وقال مدير عام النظافة بالأمانة: «بدأنا في أعمال مرحلة جديدة من خطة النظافة والتي تشمل تفريغ الحاويات والصناديق الكهربائية والمخازن الأرضية الموجودة في مشعر منى بعد مغادرة الحجاج لها ذلك يأتي بعد النجاح الذي تحقق خلال فترة تواجد الحجاج في مشعر منى وذلك بفضل الله وتوفيقه. واستنفرت الأمانة كافة طاقاتها وإمكانياتها بالتعاون مع المقاول لتنظيف مشعر منى وتفريغ المخازن والتخلص من النفايات بطرق صحية وآمنة، وكانت الأمانة قد اتجهت إلى التخزين المؤقت للنفايات في مشعر منى خلال فترة تواجد الحجاج فيه؛ وذلك للتغلب على صعوبة حركة السيارات في أماكن الازدحام مستخدمة في ذلك أحدث التقنيات والمعدات التي تمكنها من أداء دورها على أكمل وجه، حيث بلغ عدد المخازن الأرضية التي تم استخدامها 131 مخزنا أرضيا و 900 صندوق كهربائي ضاغط، وقد تم تخزين قرابة 15000 طن من كمية النفايات المنتجة خلال أيام التشريق أي نحو 70 في المائة من إجمالي كمية النفايات. واستخدمت العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تساهم في تطوير وميكنة أعمال النظافة، حيث تم استخدام نحو (50) شاطفة و(12) من المكانس الآلية بالإضافة إلى العديد من الآليات التي بلغ إجمالي عددها أكثر من(600) معدة مختلفة بين مكانس ميكانيكية، شفاطات، بوبكات، وشيولات، وايتات شفط، وقلابات وغيرها؛ وذلك بهدف المحافظة على عملية الإصحاح البيئي وإزالة مكامن الخطر والتخلص من النفايات بطرق صحية آمنة. كما شكلت الأمانة عددا من الفرق للقيام بحملات شاملة لمكافحة الحشرات في المشاعر المقدسة والقضاء على بؤر توالد الذباب والبعوض خاصة داخل خزانات التحليل بدورات المياه والمناطق السكنية المجاورة. «عكاظ» واجهت مدير مشروع النظافة العامة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في الشركة المتعهدة الدكتور فيصل محمد علي غبرة بتدني مستوى النظافة، حيث رفض أن يكون ثمة أي قصور في أداء الشركة المتعهدة وأن الوضع العام للنظافة يعد مطمئنا. وعلق قائلا «نعمل حاليا على استكمال أعمال النظافة في المشاعر المقدسة وفق برنامج زمني مع الموازنة في نظافة أحياء مكةالمكرمة، وقد استنفرنا كافة الطاقات لإنجاز المهمات ولدينا 6500 ألف عامل، والسائقون يتجاوز عددهم 700 عامل، ولدينا في هذا العام إجراء ركزنا عليه وهو مضاعفة أعداد المراقبين والمشرفين؛ فمن خلال خبرات سابقة لنا أن الإشراف والمتابعة تعطيان أداء عاليا جدا، ولكن يجب ألا نغفل أن كميات المخلفات عالية جدا لذا نحن نعمل في تحد مع الزمن لتخليص الأحياء والمشاعر من تلك الكميات ونحن متعاونون إلى أبعد الحدود مع لجنة الإشراف العليا التي شكلتها الأمانة والوزارة لمتابعة الأعمال وأبوابنا مفتوحة لهم ولا يضايقنا وجودهم مطلقا، فنحن نؤدي علمنا وفق الخطة المعتمدة».