مما يحسب لجمعيات العمل التطوعي الاجتماعي، أنها هيأت أرضية للمتطوعين والمتطوعات صغار السن خصوصا لتوجيه طاقاتهم الكبيرة لخدمة مجتمعهم من خلال الأنشطة التطوعية المتنوعة وأضافت بعدا مهما آخر لهذه المشاركة غير منظور وهو تدريبهم على واقع الحياة وتعقيداتها خارج نطاق العائلة والأصدقاء المحيطين وساعدتهم على اكتشاف أنفسهم وطاقاتهم الكامنة التي من الممكن أن لاتكون ملحوظة لهم أو للمحيطين بهم. وكم من شاب وفتاة أبهر عائلته وأصدقاءه بما يملك من مواهب حينما أتيحت فرصة لتلك المواهب بالبروز. هذا التدريب الميداني إضافة مميزة للذين يرغبون في إنشاء أعمالهم التجارية الخاصة في المستقبل حيث سيساعدهم على كيفية التعامل مع الناس بمختلف أمزجتهم وطموحاتهم وأيضا كيف تبدأ الأشياء وإلى أين تنتهي. مثل هذا التدريب يحصل عليه أصحاب المنشآت الصغيرة من واقع عملهم في مشاريعهم الخاصة مما يجعلهم في كثير من الأحيان يقعون في أخطاء كبيرة قد تكون مدمرة. ولهذا يقوم العمل التطوعي بخدمة غير مباشرة لهؤلاء الرواد وذلك بإعطائهم جرعات مكثفة من التعرض لواقع العالم الخارجي قبل الدخول الفعلي في العمل التجاري الأمر الذي يزيد من مناعتهم في مواجهة تعقيدات الحياة وفي أحيان عديدة يفتح آفاقهم لفكرة مشروع تجاري لم تكن في الحسبان. من الفوائد الأخرى للمشاركة في الأعمال التطوعية الاجتماعية لمن ينوون دخول العمل الحر هو التخفيف من حدة الأحلام الوردية التي في الغالب تصاحب رواد ورائدات الأعمال في بدايات دخولهم لسوق الأعمال الحرة وتنزلهم لأرض الواقع. إجمالا ينابيع العمل التطوعي الاجتماعي يمكنها مشاركة قطاعات أخرى يكون المستفيد منها في المحصلة النهائية هو الاقتصاد الوطني.