يخالف بعض رعاة الإبل التعليماتِ المرورية التي تنص على عدم مزاولة الرعي ليلاً، والالتزام بحجز الإبل من الخامسة عصراً حتى الصباح، تجنباً لوقوع الحوادث المميتة التي تتكرر بين الفينة والأخرى، وهو ما دفع مهتمين بمطالبة الجهات الأمنية بوضع حد لهذه المشكلة التي راح ضحيتها كثير من الأبرياء. وتأتي مطالبات المواطنين والسائقين لوضع حدٍّ لتلك الحوادث المتكررة مع الجمال السائبة، خصوصاً في الطرق التي تخلو من وسائل السلامة، كالشباك التي تمنع من دخول الجمال على الطرق، رغم انتشارها على كثير من الطرق السريعة في المملكة خصوصاً الصحراوية منها. وذكرت مصادر أمنية ل»الشرق»، أن غالبية الحوادث للسائقين مع الإبل تحدث ليلاً، وهو الوقت الذي يتحمل فيه صاحب الإبل الخطأ المروري بنسبة %100، ويتم التعرف على الإبل عن طريق الوشم، رغم تعمد بعض الملاك بعدم توشيم إبلهم للحيلولة دون التعرف عليها، أما في حال وقع الحادث نهاراً فإن السائق يتحمل 75 %، وصاحب الجمل 25 %. وقال المواطن سعيد الغانم الذي فقد أخاه منذ ستة أشهر، في حادث جمل على طريق شاطئ العقير شمال الأحساء إن الجهات الأمنية أبلغته عدم تعرفها على صاحب الجمل الذي تسبب في وفاة أخيه، حيث إن عُمْرَ الجمل سنتان ولم يوشم بعد، كما هرب صاحبه خوفا من دفع الدية، وأحيلت القضية إلى البحث الجنائي، رغم أن الرعاة في ذلك الطريق ليسوا بالكثرة التي يتوقع عدم معرفتهم. إلى ذلك، حذر رعاة وأصحاب إبل، السائقين الذين يسيرون ليلاً على الطرق السريعة من تواجد إبلهم على هذه الطرق بكثرة في الليالي البيض المقمرة، التي تستمر من ليلة 13 إلى 16 من كل شهر هجري، حيث يكون القمر في أشد ضيائه، ما يتيح لإبلهم الهيمان في الصحراء دون إدراك أدنى خطورة لعبور الطريق، بل إن ضوء السيارة يتيح لها فرصاً أكثر للاقتراب منها -على حد وصفهم- وتخلو معظم هذه الإبل من عواكس ليلية على أجسامها تساعد على رؤيتها من بعيد، قبل الاصطدام بها في حال مخالفتها للأنظمة وترك الإبل ترعى ليلاً كما هو معمول به في بعض دول الخليج.