تطبيق عقوبات بحق ملاك الإبل السائبة المخالفين لنظام حماية الطريق، الذين يتسببون في وقوع حوادث مرورية قاتلة على الطرق السريعة، قرار شددت عليه في وقت سابق وزارة الداخلية في تعميم لأمراء المناطق والمحافظات قبل عامين، بهدف الحد من الحوادث المرورية الناتجة عن الإبل السائبة، وتخصيص أحواش لحجزها بالتنسيق مع أمانات المناطق. وكانت أمارة المنطقة الشرقية أبلغت في 2009م المحافظات ورؤساء المراكز وقائد القوة الخاصة لأمن الطرق بتنفيذ القرار فورا، وإنشاء أحواش لحجز الإبل السائبة في الطرقات. من جانبها، عمدت وزارة النقل في وقت سابق، إلى اتخاذ الإجراءات والإحتياطات اللازمة للحد من تلك الحوادث التي تتسبب فيها الإبل، حيث زودت الطرق السريعة وبعض الطرق المزدوجة بعدد من الوسائل لمنع وقوع الحوادث ومن أبرزها، تنفيذ معابر للجمال لتستخدم من قبل الرعاة ومالكي الإبل والماشية بشكل يساعد الماشية العبور منها دون الدخول إلى الطريق، وتغطية سطح المعبر بمواد رملية تتناسب مع بيئة المناطق المحيطة بالطريق، كذلك إنشاء مصائد تمنع دخول الإبل والحيوانات الأخرى إلى هذه الطرق، أما بالنسبة للطرق المفردة فقد كثفت الوزارة اللوحات الإرشادية والتحذيرية في المناطق التي تكثر فيها مناطق الرعي لتنبيه السائقين، إضافة إلى وضع مصائد تمنع دخول الإبل إلى بعض هذه الطرق التي توجد قرب مناطق الرعي. يذكر أن حوادث الاصطدام بالإبل في المنطقة الشرقية ما زالت الأبرز وغالبا ما تقع ليلا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 95 في المائة من هذه الحوادث يقع ليلا. ورغم التعليمات المشددة، والنداءات المتكررة لملاك الإبل بمراقبتها وعدم الإقتراب من الطرق السريعة، إلا أن العقوبات التي تقضي بحجز الإبل وتغريم مالكها في المرة الأولى، وسجنه حال تكرار المخالفة، لم تطبق بالشكل المطلوب، ما أدى لزيادة الحوادث التي تتسبب فيها الإبل السائبة. ويعزو المهتمون ظاهرة الإبل السائبة إلى انتشار مراعي الإبل، حيث تتجاوز الإبل تلك المراعي إلى حرم الطرق، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، ويتحمل الرعاة وأصحاب الإبل المسؤولية لعدم اهتمامهم بإبعادها عن الطرق.