إذا كنت تنوي الانطلاق إلى شاطئ العقير على ضفاف الخليج، شرق المملكة برفقة العائلة؛ فكن مستعدا ويقظا لمسافة "70 كيلومترا" من بداية الطريق في مدينة العيون إلى أول إطلالة الشاطئ؛ لأنك تسير وسط طريق موحش خال من اللوحات التي تنبهك أثناء الرحلة، وبعد نصف ساعة ستجد جزءا باقيا من لوحة متآكلة يفهم منها "العقير 26 كيلومترا". ولأن الشاطئ حظي بتحسينات ومشاريع أهلته للزيارة والاستجمام العائلي فإنه يشهد ازدحاما في المناسبات والعطل الرسمية والأسبوعية، غير أن المترددين على الشاطئ يستوحشون الطريق لقلة اللوحات الإرشادية والتحذيرية، وفقدانه وسائل السلامة كالأصباغ والعواكس والأشباك التي تحبس الجمال من المرور والاعتراض على الطريق، وصاروا يوقتون مسافاتهم بالمزارع الموجودة، أو الأماكن الثابتة كأبراج الجوال والكهرباء التي تعني كل نقطة مسافة معينة تبقت أو مضت. والطريق قُدِّر له أن يكون ملاصقا للكثبان الرملية المرتفعة، وهي في حد ذاتها تشكل خطورة باستمرار وتزيد الرياح من خطورتها إذا هبت صيفا كالمعتاد، رغم أن الآلات والمعدات التي خصصتها إدارة الطرق في الأحساء تسعى جاهدة إلى إزالة الأتربة التي سرعان ما تعود فور مغادرة الآلة إلى موقع آخر, ويشهد الطريق حوادث عدة تتسبب فيها الجمال السائبة التي لا يأبه أصحابها بتعليمات الجهات الأمنية التي تمنع رعيها عند حلول الظلام. ويشير المواطن يوسف الفايز إلى خطورة تلك الكثبان الرملية التي تقع على جزء من الطريق ليس فيه عواكس أو أصباغ صفراء تحدد اتجاه الطريق، مع وجود نقاط كثيرة من "الأسفلت" تعتبر تالفة وتشكل مناطق وعرة على المركبات، موضحا أن الطريق ومنذ إنشائه قبل 30 عاما ظل كما هو مزدوجا بطريق واحد وشهد حوادث مميتة لعائلات راحت ضحية الجمال السائبة أو تهور الشاحنات. ويؤكد خالد المبارك أن الطريق يشهد حوادث قاتلة أيام الأعياد والعطل الرسمية، فقبل سنتين لقي 8 أشخاص مصرعهم في رابع أيام عيد الفطر المبارك، وهم من أسرة واحدة، ودفنوا في قبر جماعي، والحوادث في ذلك الطريق كثيرة. "الوطن" عرضت معاناة سالكي الطريق على مدير فرع وزارة الطرق والنقل في الأحساء المهندس عادل البقشي الذي أكد أن الطريق يعاني سرقة اللوحات الإرشادية والتحذيرية التي تمت سرقتها أكثر من مرة من قبل مجهولين، وتم إبلاغ السلطات الأمنية حيال الموضوع لمراقبة ذلك، مضيفا: أن الطريق سيشهد تركيب لوحات أخرى قريبا.