حسين آل دهيم – السعودية تصوير: خالد العيسى قلبُهُ زُقاقٌ خَلفيٌّ، بلا قناديلَ ولاشرفاتٍ يتجولُ به كثيراً، إلى أن ينسحقَ ظِلُّه منَ المشي. يعرِفُ كيفَ يعلمُ جسدَهُ أَن يكونَ مهبطاً للريحِ، دونَ أن تتحطمَ عليه ويعملُ على تربيتِهِ أَن يكونَ ساحلاً حتّى يُصابَ بالارتجاجِ من فرطِ الزَّبدِ ثم يعلنُ أنهُ قد أُوحيَ إِليَّ: أنَّ الغيمةَ ليست وشاحَ الأرضِ المبتلِّ وأنَّ العصافيرَ لا تعدو أَن تكونَ وشماً على بطنِ السماء فلأقطعْ لسانَ المدى الذي لا يبدأُ من أُذني. عندما كانَ طِفلا استحوذت عليهِ فكرةَ أن يخبرَ أظافرَه أنها ليست ثالثَ ثلاثةٍ، تقترفُ نبشَ الرمادِ لحلِّ الأَحاجِي وأنَّ الاشتعالَ ما هو إِلا صورة أُخرى لتشقُّقِ رُكبتيهِ. المدى عندَهُ كالصمتِ كلاهُمَا مصابٌ بالأرقِ والشَّرقةِ وزفيرُه كأسٌ وحيدةٌ لا تراقُ. عندَ كُلِّ شفَقٍ، يتكومُ عند بابِهِ ويتذكرُ أنَّ الشمسَ فخَّارٌ مشتعلٌ يتكسرُ على عنقِ الأرضِ ويذوبُ في جوفِها نبيذاً تثملُ به، وهي تلبسُ عباءَتها السوداءَ كي ترقصَ رَقصتَها المسائيةَ لغوايةِ الأفلاكِ المهاجرة ويبقى متسائلاً، ما بال خطواتِي متعرجةٌ، وجذعي مستقيمٌ ورجراج؟