شهدت القاهرة اسبوعاً ثقافياً فلسطينياً بالتعاون بين السفارة الفلسطينية ووزارة الثقافة وتخلله عرض لمجموعة أفلام في مركز الإبداع في دار الأوبرا، وحلقات نقاش في المجلس الأعلى للثقافة. كما شهد مسرح البالون عروضاً راقصة لفرقة «وشاح» للرقص الشعبي التي قدمت عرضاً بعنوان «قمر وسنابل»، وعرض غنائي لفرقة «عباد الشمس». ويقول مؤسس ومصمم الرقصات محمد عطا: «ما شاهده الجمهور في مصر هو مجموعة من اللوحات المستلهمة من الذاكرة الشعبية على طريقة من كل بستان زهرة لأن عرض «قمر وسنابل» في شكله الأصلي كمسرحية غنائية راقصة، ربما لا يستهوي الجمهور المصري. وقدمنا في هذا العرض رقصات تعبر عن التراث الشعبي الفلسطيني وتقاليده، في الرقص والموسيقى والأزياء». اضاف: «أسسنا فرقة «وشاح» في عام 2003 سعياً لصياغة الرقص الشعبي في شكل أكثر احترافية، وليكون بصمة فنية فلسطينية على المستوى العربي والعالمي، بدعم من بلدية رام الله والصندوق الثقافي الفلسطيني». وتلعب «وشاح» دوراً مهماً في ربط الفن بالمجتمع، إذ تقدم عروضها في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. وشاهد عرض «قمر وسنابل» أكثر من 2500 شخص منذ عام 2004، وقّدم في كل من إسبانيا والبرتغال حيث حازت الفرقة وسام الثقافة». ويؤكد عطا دور «وشاح» في بعث التراث الشعبي وتحقيق معادلة الأصالة والمعاصرة، ويقول: «الفن يعطي توازناً في حياتنا بين الواقع والخيال. ومن خلاله، نقول لأنفسنا وللعالم إننا هنا باقون على هذه الأرض». أما عازف البزق رامي وشحة وهو معدّ المقطوعات الموسيقية لعروض «وشاح»، فيقول: «تمثل رقصات «وشاح» معظم المناطق الفلسطينية مثل نابلس والقدس وبيت لحم في الأزياء والموسيقى والرقصات». ويؤكد: «أعمل على إثراء التراث الموسيقي لهذا الفولكلور، فمعظمه ينحدر من مقامي البياتي والراست. وأحاول التماسه مع مقامات أخرى. ولا نكتفي بالموجود بل نلعب على إيقاعات مختلفة حتى نصنع دراما موسيقية بلا ملل، مع إظهار قدرات موسيقية تعبيرية». وقدم كورال «عباد الشمس» التابع للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في القاهرة، مجموعة من الأغاني تنوعت ما بين الوطنية مثل «فدائي» وهي السلام الوطني الفلسطيني، و «كلاشنكوف» من أغاني ثورة عام 1965، و «وطني يعلمني»، و «أقسم»، و «مدينة الجروح» من أشعار الراحل محمود درويش، إلى جانب الأهازيج الشعبية مثل «يا ظريف الطول» و «رنة سويرة» وبالطبع «دلعونة» التي نالت حظاً وافراً من الغناء والرقص مع تصفيق وتجاوب الجمهور. وتأسس كورال «عباد الشمس» عام 1988 ويضم أطفالاً وشباناً وفتيات من مختلف المدن الفلسطينية». وأصدر ألبومين هما «وطني يعلمني»، و «باسم لأجمل ضفة»، إضافة إلى شريط فيديو يتضمن أغنيات مع صور وثائقية لنضال شعب فلسطين منذ العشرينات وحتى الانتفاضة.