استأنف نادي المنطقة الشرقية الأدبي فعالياته المنبرية بأمسية لثلاثة من الشعراء الشباب الذين تميّزوا بتجارب شعرية متباينة رغم تقاربهم العمري .. بدأت الأمسية التي أدارها الشاعر حسين دهيم بجولة أولى افتتحها الشاعر علي الغاوي الذي توسل بالأساطير لصنع أجواء ذات بعد تأملي فلسفي، عبر قصائد تفعيلة بنفس طويل وجملٍ طويلة إضافة إلى بعض القصائد العمودية، وقرأ الغاوي: « التصاق حضاري، وقصيدة «في حضرة الشامان» التي جاء فيها: شامانُ أرضي بالنخيل مسيّجة .. والظل جبريٌّ علينا ضمن سفح الأمشجةْ .. هذا المدى الشرعيّ قسرا بالمآذنِ لم تذبه بنفسجةْ .. شامانُ .. وسّعْ من ذنوب الحيّ أجّلْ فترة الحيض المعلّق مدةً وامنحْ مناقبنا الهوى .. ثم اقتطعنا مرتينْ ..» وقرأ الغاوي في الجولة الثانية: الفارس والتكاليف الباهظة، حين لا يتجازنا القدر، مرورك في البارحة، وُجُودِيّات. أما الشاعر قاسم المقبّل صاحب الديوان المخطوط « فاصلة لمجاز آخر» فقد غلب على أجواء قصائده الحبّ والحزن، وقرأ في الجولتين: محاولة، تأرجحي، طريق، بوصلة، و»أقلُّ كثيراً»، التي جاء فيها: « ينقصني: بوحُ العطرِ لنظرةِ الشفاه رقصُ الكمنجة خلف ظفيرتين شوق الحياة للحياة وزن القبلة في ذاكرة معطوبة صندوق لأمنية تربي صغارها ولا تهرب لوهلة ضوء ........ ينقصني: ... ما لا ينقصني». وقرأ المقبّل في الجولة الثانية: « مرحباً أيتها الأرض، نبيذ المجازات، الكثير، طريق، بوصلة. ثم جاء دور شاعر قصيدة النثر حسين منجور صاحب ديواني « قبر إلكتروني لكائن افتراضي» و « أنا الهارب مني»، الذي رسم الابتسامة والاستغراب لما تضمنته من أجواء غرائبية ولتناوله بشكل صادم بعض مظاهر القبح في حين اعتاد الشعر على تمجيد الجمال. وقرأ المنجور في جولتين قصائد:» خراب، طيور الحبّ المغربنة، كوابيس ابن منصور، الطاعون» وقصيدة « قرية افتراضية « من ديوانه « قبر الكتروني لكائن افتراضي» ، وقد جاء فيها: جاء الذئب ومرر أسنانه على كلّ الأطفال أسال لعابه على أطلال الجلود وداهمنا ومنها أصبحنا ذئاباً بعيون أطفال تمظهرنا أطفالاً بعيون ذئاب والمسرح أخذ يكبر في عقولنا الضيقة لتتحوّل العيونُ إلى مقاعد والرموش إلى صفّة وشحاذين». واختتمت الأمسية بتقديم عضو مجلس إدارة النادي حسين الجفال دروعاً تذكارية للشعراء المشاركين.