مثقّفون وأكاديميون، حين يتحدّثون ويكتبون عنّا وعما يسمّونه (مجتمعنا) يقولون بالحرف دون أن يعوا (مُشتَمَع) يقصدون.. (مُجتَمَع)! أساتذة التجويد ينهرون طلاّبهم ليل نهار كي يتحاشوا أخطاء النطق، وكثيرا ما يخلط الناس بين مخارج الحروف! النطق بحاجة إلى تقويم! يقولون ولماذا يُقوم؟ وهل للحديث فائدة؟ هل انتهت قضايانا لنبحث وراء تعديل وتقويم النطق.. ليس هذا تخصصك أستاذي! المسألة أكبر مما تتصوّرون يا سادة! لم يعد النطق الصحيح والفصيح مُهمّا في زمن «الكوول»، فالخلط تعدّى النطق إلى ما وراء ذلك! الذين خلطوا في النطق أساسا قد خلطوا الواقع أكثر! هم بنطقهم هذا أبوا إلاّ التأكيد على أن المجتمع عبارة عن تراكيب معقّدة من أفراد يمثل كل فرد كيانا وحده يرى ما يرى هو! ويصنع الأمجاد متوهما وينسبها لنفسه، وإن كان ثمّة لبس أو مسؤولية تملّص منها ورمى بها على «المشتمع»! تلك المفردة الجديدة جمعت -دون قصد- ما بين أحرف مشتقة من «الشّمّاعة» و»الجَمَاعَة» إلا أنها في نهاية المطاف فُسّرت على النحو الآتي: «مش» ت «مع» أُدغِمت التاء إدغاما فريدا من نوعه حتى أخفاها ووضع بدلا منها «ولا» فأضحت (مش ولا مع)! الخلاصة أن ترديدنا ل (المُشتمع) بدلا من (المُجتمع) لم يأت اعتباطا! فهو نتاجُ خلطٍ أدرناه بإرادة في رؤوسنا وجرى على ألسنتنا مفسّرا هروبنا من أيّ مشكلة لنلقي بها على فئة (مش) ولا (مع)!